«فيتو واشنطن» ضوء أخضر أميركي لإسرائيل لمواصلة الإبادة الجماعية
الرأي الثالث - وكالات
منعت واشنطن، للمرة السادسة، من إصدار مجلس الأمن الدولي قراراً يدعم إنهاء الحرب في قطاع غزة المستمرة منذ نحو عامين،
ولجأت للفيتو، وسط جمود في مفاوضات الهدنة، منذ انسحاب إسرائيلي منها في يوليو (تموز) الماضي، واستهدافها فريق التفاوض الفلسطيني بالدوحة في 9 سبتمبر (أيلول) الحالي.
ذلك الفيتو يتزامن مع توسيع إسرائيلي في عملية الاجتياح البري لقطاع غزة، ويراه خبراء «ضوءاً أخضر أميركياً جديداً للتصعيد في القطاع، وتجميد أي مسار يقود لنتائج ملموسة بشأن إنهاء الحرب».
وشددوا على أن «التفاوض لو ناورت واشنطن بعودته بعد هذا الفيتو فسيكون بلا مفعول أو نتائج، وسيكون غطاء لإسرائيل في تصعيدها».
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان الجمعة، أنه سيستخدم «قوة غير مسبوقة» في مدينة غزة، داعياً لإخلاء المدينة،
وذلك غداة استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لإسقاط مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي كان يطالب بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في غزة.
وحصل المشروع على دعم 14 عضواً، من الدول الـ15 الأعضاء بالمجلس، في حين استخدمت الولايات المتحدة، العضو الدائم فيه، حق النقض، للمرة السادسة بالمجلس، لصالح إسرائيل منذ بداية الحرب، وكان آخِرها في يونيو (حزيران) الماضي، وفق ما أوردته «رويترز».
وقبل القرار، قالت المبعوثة الأميركية مورغان أرتاغوس: «ترفض الولايات المتحدة هذا القرار غير المقبول... وتُواصل الولايات المتحدة العمل مع شركائها على إنهاء هذا النزاع المروِّع»، مشددة على «وجوب أن تُفرج (حماس) عن الرهائن وأن تستسلم فوراً».
وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، الخميس، إن «القرارات ضد إسرائيل لن تُحرِّر الرهائن ولن تضمن الأمن في المنطقة».
عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، يرى أن استخدام واشنطن الفيتو هو استمرار للدعم الأميركي لإسرائيل،
وتأكيد أن مسألة المفاوضات وإنهاء الحرب ليست في أولوياتهما حالياً وأنها مجرد مناورة لكسب الوقت وغطاء للتصعيد واستكمال للضوء الأخضر الأميركي لإسرائيل الداعم لعملياتها بالقطاع.
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني، نزار نزال، أيضاً أن استخدام الفيتو الأميركي، للمرة السادسة، لن يعمّق جمود المفاوضات بشأن الهدنة في غزة فحسب، لكنه يؤكد أن واشنطن أيضاً صاحبة قرار استمرار الحرب، وليس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فحسب،
متوقعاً، حال عودة المفاوضات من باب المناورة الأميركية، أن تكون بلا نتائج وتكون غطاء لإسرائيل لتهجير الفلسطينيين.
يأتي الفيتو الأميركي قبيل توجّه أكثر من 140 رئيس دولة وحكومة إلى نيويورك، هذا الأسبوع، لحضور القمة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي ستهيمن عليها، هذا العام، قضيةُ مستقبل الفلسطينيين وغزة،
رغم غياب الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووفده، بعدما رفضت واشنطن منحهم تأشيرات للسفر إلى الولايات المتحدة للمشاركة في الاجتماع، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية»، الجمعة.
وسترأس المملكة العربية السعودية وفرنسا اجتماعات تبدأ، الاثنين، للنظر في مستقبل «حل الدولتين»، الرامي إلى قيام دولتين إسرائيلية وفلسطينية تتعايشان في سلام،
وذلك بعدما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأغلبية ساحقة، الأسبوع الماضي، نصاً يدعم قيام دولة فلسطينية، لكن دون «حماس»، وسط توقعات أن يعترف عدد من الدول؛ من أبرزها فرنسا، بدولة فلسطين رسمياً.
وبحث وزيرا الخارجية؛ المصري بدر عبد العاطي، ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في اجتماع، الخميس بالرياض، الترتيبات الجارية لعقد المؤتمر الدولي المزمع عقده، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم 22 سبتمبر (أيلول) الحالي،
مؤكداً «ضرورة مواصلة حشد الدعم الدولي للتوسع في الاعتراف بدولة فلسطين». وشدد الجانبان على «ضرورة الوقف الفوري والشامل للعمليات العسكرية، ونفاذ المساعدات الإغاثية دون عوائق، وتضافر جهود المجتمع الدولي للعمل على إنهاء الحرب».
وقيَّم عبد العاطي، الخميس، مع رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، «التداعيات الوخيمة للعمليات الإسرائيلية في غزة»، وذلك خلال اتصال هاتفي، وفق بيانيْن لـ«الخارجية المصرية»، الخميس.
تزامن ذلك مع إعلان الجيش الإسرائيلي، في بيان الخميس، مقتل 4 جنود، وإصابة 3 آخرين، في انفجار عبوة ناسفة على جانب الطريق في رفح جنوب قطاع غزة.
ورغم المساعي المصرية القطرية الدولية، يتوقع رخا أحمد حسن أن الوصول لاتفاق في هذه المرحلة صعب، في ظل الموقف الأميركي الذي لا يعمق تجميد المفاوضات فحسب، بل يبطل مفعولها إن جرى استئنافها،
مؤكداً ، أن إسرائيل لن تسعى لهدنة قبل ذكرى 7 أكتوبر (تشرين الأول) الشهر المقبل، لتؤكد مزاعم بشأن انتصاراتها.
ولا يعتقد نزار نزال أن تكون هناك هدنة في غزة على المدى المنظور، إلا إذا صمدت المقاومة في الميدان وأحرزت نتائج ملموسة، فهذا قد يُجبر إسرائيل وواشنطن على العودة لصفقة شاملة،
موضحاً، أن «الميدان هو مَن سيحدد مستقبل الصفقة وتوقيتها».