Logo

«قسد» تتهم دمشق بدعم هجوم على قواتها وإسرائيل تتوغل في درعا

الرأي الثالث - وكالات

شهدت الحدود الإدارية بين محافظتي السويداء ودرعا صباح اليوم الأحد توترات جديدة، إثر اندلاع اشتباكات مسلحة في المنطقة بين قوى الأمن ومجموعات عسكرية مسلحة. 

وقال شادي العلي مدير "شبكة درعا 24"،  إن الاشتباكات اندلعت على محور خربا عند الحدود الإدارية بين المحافظتين غربي درعا.

وبيّن العلي أن الفصائل العسكرية المسلحة التابعة لرئيس الطائفة الروحية للموحدين الدروز حكمت الهجري، هاجمت نقاط تمركز للقوى الأمنية في المنطقة، واصفاً ما جرى بأنه "خرق للهدنة". 

في المقابل، أوضح المكتب الإعلامي لمحافظة السويداء لـ"العربي الحديد" أن المحافظة تشهد حركة مرور للسيارات المدنية والتجارية عبر طريق دمشق- السويداء ذهاباً وإياباً، بعد فتحه وتأمينه مؤخراً.

كما أعلنت محافظة السويداء يوم الأحد 7 سبتمبر/أيلول، عودة تدريجية لحركة مرور السيارات المدنية على طريق دمشق- السويداء، وأبدت استعدادها لتقديم المساعدة لطلاب المحافظة من أجل إجراء امتحاناتهم وعدم الانقطاع عن مسيرتهم التعليمية. 

وقال المكتب الصحافي في المحافظة على صفحته في فيسبوك إن هناك "عودة تدريجية لحركة السيارات المدنية على طريق دمشق- السويداء، بالتزامن مع استمرار دخول الشاحنات التجارية وصهاريج المحروقات إلى المحافظة".
 
اعتقالات متواصلة شرقي سورية بعد حملة "دير العز"

من جانب آخر، تواصل قوات سوريا الديمقراطية (قسد) حملات الاعتقال والمداهمات في مناطق سيطرتها بدير الزور والحسكة والرقة، شرقي سورية،

 وسط اتهامات من جانب ناشطين بأن هذه الاعتقالات ذات طابع كيدي، بسبب مشاركة بعض المعتقلين في حملة التبرعات الأخيرة لمحافظة دير الزور المسماة حملة "دير العز"؛ والتي جمعت أكثر من 30 مليون دولار لصالح المحافظة.

 وذكرت شبكات محلية أن قوى الأمن الداخلي (الأسايش) التابعة لـ"قسد" اعتقلت اليوم وأمس ثمانية شبان من حيي النشوة وغويران في الحسكة، بذريعة نشر أخبار كاذبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. 

كما جرى اعتقال الإعلامي سعيد العلي بعد مداهمة محل عمله في حي تل حجر بالحسكة بسبب مشاركته في حملة "دير العز"، إضافة الى اعتقال ثلاثة من أصحاب محل للصرافة والحوالات بتهمة إيصال مبالغ مالية لدعم هذه الفعالية.

وذكرت شبكة "نهر ميديا" المحلية أن المعتقلين هم غيث الضامن وعبد الله السالم ومنير القاضي، أصحاب محل للصرافة والحوالات في مدينة الحسكة، مشيرة إلى أنه جرى اعتقالهم بتهمة إيصال مبالغ مالية لدعم حملة "دير العز".

كما امتدت الاعتقالات إلى محافظة دير الزور، حيث قامت "قسد" وأجهزتها الأمنية بسلسلة مداهمات في بلدة جديد عكيدات بريف دير الزور الشرقي أسفرت عن اعتقال عدد من المدنيين في المنطقة. 

كما داهمت دوريات أخرى منازل في بلدة الجنينة غرب دير الزور واعتقلت أفراداً من عائلة العروات بسبب دعم أحد أبنائها لحملة "دير العز".

وذكر الناشط محمد الخلف  أن بلدة غرانيج شرقي دير الزور تشهد توترا بين العشائر و"قسد" عقب مقتل الشاب حكيم الرافع العبد الحسن برصاص دورية تابعة لقسد، فيما أصيب شاب آخر كان برفقته.

وكانت بلدة الشحيل بريف دير الزور شهدت حملة مشابهة اعتقل خلالها عدد من الأشخاص بينهم الشاب حسين سعيد التميرات بعد مداهمة نفذتها قوة مؤلفة من ست آليات، وذلك في أعقاب استهداف مجهولين نقطة عسكرية تابعة لقسد بقذيفة "آر بي جي".

وفي محافظة الرقة، طاولت الاعتقالات مخيم سهـلة البنات شرق المدينة، حيث تم توقيف عدد من الأشخاص بتهمة الانتماء إلى تنظيم داعش، وعرف من بين المعتقلين حمود صالح الموسى وفؤاد عكورة.  

كما اعتُقل 19 نازحاً من مخيم المحمودلي في ريف الرقة الغربي، ومعظمهم من أبناء دير الزور، بحجة التخطيط لعملية فرار جماعي. ويخضع المخيم منذ أشهر لقيود أمنية مشددة تمنع النازحين من العودة إلى قراهم بذريعة أنها "غير آمنة"، 

في وقت تتزايد فيه معاناتهم مع توقف الدعم الطبي واللوجستي بعد انسحاب المنظمات الدولية من المنطقة.

وذكر الناشط الخلف أن الاعتقالات تشير إلى تصاعد حالة الغضب الشعبي والعشائري من سياسات "قسد" في المنطقة، 

ويعتبر الأهالي هذه الحملات متعمدة وتهدف إلى خنق أي حراك معارض لـ"قسد" خصوصاً بعد نجاح حملة "دير العز"، والتي رأت فيها "قسد" نوعا من التمرد الاجتماعي على وجودها في المنطقة.

وكانت المعابر النهرية على خطوط التماس بين مناطق سيطرة مليشيا "سوريا الديمقراطية" (قسد) والحكومة السورية قد شهدت اشتباكات صباح اليوم، على محور بلدة العشارة. 

وأوضحت مصادر ميدانية أن عناصر من "قسد" بدؤوا بإطلاق النار عشوائياً عند معبر بلدة العشارة، ما سبَّب مقتل مدني.

بدورها، اتهمت قسد في بيان لمركزها الإعلامي اليوم الأحد القوات الحكومية السورية بمهاجمة عناصرها.

 وجاء في البيان أن "قوات قسد المتمركزة على ضفة نهر الفرات بالقرب من جسر العشارة في بلدة درنج بريف دير الزور الشرقي تعرضت لهجوم مباشر من قبل مجموعات مسلحة تابعة للحكومة السورية".
 
وأضاف البيان أن عناصر "قسد" اتخذوا الإجراءات الميدانية اللازمة للتعامل مع الهجوم، محملاً الحكومة السورية المسؤولية الكاملة عن الاستهداف، ومتهماً إياها بـ"توفير الغطاء لعمليات التهريب التي تقوض استقرار المنطقة".

وأتى التصعيد شرقاً، صباح الأحد، متزامناً، مع تصعيد آخر جنوب البلاد، حيث سجّلت القوات الإسرائيلية توغلاً جديداً في بلدة «صيصون» و«سرية جملة» بريف درعا الغربي، ونفّذت عمليات تفتيش داخل الأحياء السكنية. 

وقالت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إن نحو 18 آلية عسكرية تابعة للقوات الإسرائيلية توغلت بين منازل المدنيين في بلدة صيصون، 

وقام أفرادها بعمليات دهم وتفتيش في الأحياء السكنية، فيما انتشرت آليات أخرى إسرائيلية في محيط «سرية جملة» القريبة من خط فصل القوات مع الجولان السوري المحتل.

وبحسب «سانا»، تزامن التوغل مع تحليق لطائرات استطلاع إسرائيلية في أجواء المنطقة، وسط حالة من القلق والتوتر بين الأهالي، كما أفادت مصادر الأهالي بقيام القوات الإسرائيلية بعمليات استجواب ميداني خلال عمليات التفتيش.

وتواصل إسرائيل اعتداءاتها على الأراضي السورية، وتنفيذ عمليات توغل متكررة في القنيطرة ودرعا وريف دمشق، في نقض لاتفاق فضّ الاشتباك لعام 1974، الذي تسعى دمشق إلى إعادة تفعيله عبر اتفاق أمني مع إسرائيل.

وكشفت قناة «i24NEWS» العبرية عن وجود تقدم بطيء في المحادثات الجارية بين الجانبين السوري والإسرائيلي، فيما يخص الاتفاق الأمني. 

ونقلت القناة عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله إن احتمالات توقيع الاتفاقية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، المقررة بعد أسبوعين، «تبقى منخفضة مقارنة بما كانت تأمله الولايات المتحدة».

 كما استبعد المسؤول الإسرائيلي عقد لقاء بين بنيامين نتنياهو، والرئيس الشرع في نيويورك، وقال إنه «غير مدرج حالياً على جدول الأعمال».