الرئيس الشرع: إعادة الإعمار ورفض التقسيم أولويات سورية
الرأي الثالث - وكالات
جدد الرئيس السوري أحمد الشرع تأكيده عدم قبول دمشق بأي مشروع للتقسيم، ولا سيما في شمال شرق البلاد،
وقال إن سورية "تسير بخطى ثابتة في مرحلة ما بعد التحرير"، معتمدة على إعادة الإعمار وفتح البلاد للاستثمارات المحلية والأجنبية خياراً استراتيجياً بديلاً للمساعدات والقروض "المسيسة".
وفي مقابلة تلفزيونية بثت أمس الجمعة على قناة "الإخبارية السورية"، حذر الشرع من أي مخطط لتقسيم سورية،
مؤكداً أن "سورية لا تقبل القسمة"، وأن أي تقسيم سيصيب دول الجوار، مثل العراق وتركيا، بأضرار بالغة. وخص بالذكر منطقة شمال شرق سورية،
مؤكداً أن المكون العربي يشكل أكثر من 70% فيها، وأن قوات سورية الديمقراطية (قسد) لا تمثل كل المكون الكردي.
وحول السياسة الخارجية، أكد الشرع أن دمشق تبحث عن "الهدوء التام" في علاقاتها مع جميع دول العالم والمنطقة، معتبراً أن العالم خسر كثيراً بسبب انعزال سورية واضطراباتها في العقود الماضية.
وأبدى الشرع تفاؤله حيال تطوير العلاقات مع الولايات المتحدة ورغبتها في الاستثمار بسورية. وفي الوقت ذاته وصف العلاقات مع روسيا بأنها "وثيقة" وموروثة يجب الحفاظ عليها وإدارتها بطريقة هادئة.
وحدد الرئيس السوري المهمة الأساسية لأي سلطة في "حماية الناس والسعي في أرزاقهم"، مشيراً إلى أن السياسة السورية انطلقت من هذا المبدأ.
وكشف عن تشغيل 1150 خط إنتاج جديداً خلال الأشهر التسعة الماضية، إضافة إلى إعادة تشغيل معامل كانت معطلة، خصوصاً في قطاع الزراعة،
موضحاً أن صندوق التنمية يستهدف بناء البنية التحتية للقرى والبلدات المهدمة، وهو حل مباشر لأزمة النازحين والمخيمات، بحسب قوله.
واعتبر الرئيس السوري أن فتح البلاد للاستثمار هو "البديل من العيش على المساعدات"، مبيناً أن الاستثمارات الخارجية توفر فرص العمل والعملة الصعبة وتسهم في إصلاح البنية التحتية وتوفر أسواقاً خارجية.
وتطرق إلى ملف المصالحة الوطنية والدستور، وقال إن سورية تمر بمرحلة انتقالية تحتاج وقتاً، وإن العمل جارٍ على جميع الجوانب بالتوازي، موضحاً أنه سيُصاغ بعد الانتخابات دستور جديد يتضمن الكثير من التفاصيل.
وقال إن التعددية السياسية ووجود آراء مختلفة هي "الحالة الطبيعية التي تليق بسورية".
من جهة أخرى، وصف الشرع أحداث السويداء بأنها "جرح يحتاج وقتاً ليلتئم"، مشيراً إلى تشكيل لجان لتقصي الحقائق و"محاسبة كل من أساء أو أخطأ"، ومؤكداً في الوقت ذاته أن مصلحة السويداء وشمال شرق سورية هي مع دمشق.
وفي مجال الحريات، أكد الرئيس السوري وجود سقف حرية واسع في سورية، قائلاً: "الحالة الصحية والسليمة أن يكون هناك أصوات ناقدة".
وذكر أن العهد الذي يحكم العلاقة بين السلطة والإعلام والمجتمع هو القانون "الذي يجب أن يحمي حق الجميع".
وفي ختام حديثه، طلب الشرع من السوريين "الصبر والثقة والموضوعية"، واعداً إياهم بأن التحسن سيكون ملموساً في كل شهر، وأن حل المشاكل سيمسّ كل بيت في سورية بشكل متدرج وفعال.