لليوم الثاني... مُسيَّرات الحوثيين تشاغل إسرائيل دون إصابات
الرأي الثالث
صعَّد الحوثيون هجماتهم بالمُسيَّرات على إسرائيل، لليوم الثاني على التوالي، وسط مخاوف يمنية من ردة فعل انتقامية أكثر عنفاً من قبل تل أبيب؛ إذ تحدثت المصادر الإسرائيلية، الاثنين، عن 3 طائرات من دون طيار على الأقل، أطلقتها الجماعة المتحالفة مع إيران دون تسجيل أي إصابات.
من جهته، قال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، لوسائل الإعلام العربية، في بيان على منصة «إكس»، إن سلاح الجو «اعترض مُسيَّرة أطلقت من اليمن». وأضاف أنه «تم تفعيل إنذارات وفق السياسة المتبعة».
وأتى الهجوم الذي من المرتقب أن تتبناه الجماعة الحوثية، بعد أقل من 24 ساعة من إغلاق المجال الجوي فوق مطار رامون، إثر سقوط طائرة مُسيَّرة داخل صالة الوصول.
وبينما أثارت الحادثة قلقاً واسعاً لدى السلطات الإسرائيلية، استأنف المطار نشاطه لاحقاً، إلا أن تكرار استهدافه يؤشر إلى ثغرة متنامية في دفاعات إسرائيل الجنوبية؛ على حد قولهم.
وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان، الأحد، بأن سلاح الجو أجرى تحقيقاً أولياً في حادث سقوط مُسيَّرة في مطار رامون؛ حيث سيتم إجراء تحقيق أعمق آخر بالحادث.
وأضاف البيان أنه تبين من التحقيق الأولي أنه تم رصد المُسيَّرة في أنظمة سلاح الجو؛ لكنها لم تصنف كمُسيَّرة معادية، وفي ضوء ذلك لم يتم تفعيل أنظمة الاعتراض والإنذار. مؤكداً أنه لا توجد أي مؤشرات بخصوص خلل فني في أنظمة الرصد القائمة.
وكان الحوثيون قد أعلنوا مساء الأحد تنفيذ «عملية عسكرية واسعة» استهدفت ما وصفوه بأهداف حيوية وعسكرية في النقب وعسقلان وأسدود ويافا، مستخدمين 7 طائرات مُسيَّرة.
وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة، يحيى سريع، في بيان متلفز، إن العملية أصابت مطار رامون بشكل مباشر وأوقفت حركة الملاحة فيه، زاعماً فشل أنظمة الدفاع الإسرائيلية والأميركية في اعتراض بعض المُسيَّرات.
طائرة مُسيَّرة يطلق عليها الحوثيون «يافا» ويستخدمونها في هجماتهم على إسرائيل
وأشار البيان الحوثي إلى أن العمليات العسكرية ستتواصل بوتيرة أعلى. كما شددت الجماعة على أنها «تطوِّر من أسلحتها لتكون أكثر تأثيراً وفاعلية».
مواجهة مستمرة
الحوثيون كثَّفوا منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 هجماتهم على إسرائيل، وعلى السفن المرتبطة بموانيها، مستخدمين الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المُسيَّرة. وأسفرت هذه العمليات عن مقتل إسرائيلي واحد، وغرق 4 سفن، ومقتل ما لا يقل عن 9 بحارة.
في المقابل، ردَّت إسرائيل بنحو 15 موجة من الغارات على مواقع الحوثيين في صنعاء والحديدة، كان أبرزها في 28 أغسطس (آب) الماضي، عندما فقدت الجماعة رئيس حكومتها و9 وزراء في ضربة مركزة استهدفت اجتماعاً بالعاصمة اليمنية المختطفة.
ومنذ تلك الضربة التي اعتُبرت ضربة قاسية للجماعة، تعهد زعيمها عبد الملك الحوثي بتصعيد العمليات ضد إسرائيل عبر الصواريخ والمُسيَّرات والحظر البحري، واصفاً المواجهة بأنها «معركة مقدسة في كل المجالات».
دخان كثيف إثر ضربة إسرائيلية استهدفت موقعاً للحوثيين في صنعاء (إكس)
وسبق أن تجسد هذا التصعيد بالفعل في استهداف الحوثيين مطار بن غوريون في الرابع من مايو (أيار) الماضي، بصاروخ باليستي انفجر قرب المطار، ما دفع تل أبيب إلى شن ضربات عنيفة شلت مواني الحديدة، ودمرت مطار صنعاء وبنى اقتصادية أخرى.
ويرى مراقبون أن تل أبيب تتعامل بحذر مع التهديد الحوثي، ولكنها لا تنكر خطورة تحول اليمن إلى جبهة جديدة على بعد آلاف الكيلومترات؛ خصوصاً في ظل انشغال الجيش الإسرائيلي بجبهات غزة ولبنان.
وتسعى الجماعة المتحالفة مع إيران إلى تعزيز موقعها المحلي والإقليمي من خلال الظهور كقوة داعمة للمقاومة الفلسطينية، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الحوثيين ينفذون أجندة إيران في المنطقة، وإن هجماتهم لم تساعد الفلسطينيين؛ بل استدعت الانتقام الإسرائيلي لتدمير البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.