Logo

تصعيد إسرائيلي على وقع انتظار لبنان الرد بشأن الورقة الأميركية

الرأي الثالث - وكالات

 رفع جيش الاحتلال الإسرائيلي في الساعات الماضية من وتيرة اعتداءاته على الأراضي اللبنانية في وقتٍ لا يزال فيه لبنان ينتظر ردّ إسرائيل على الورقة الأميركية، بعدما قامت حكومته بخطوتها الأولى، في إطار إقرار الأهداف الأحد عشر فيها، عبر تكليف الجيش اللبناني وضع خطة تطبيقية لحصر السلاح قبل نهاية العام الحالي.

واستهدف الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، دراجة نارية في بلدة دير سريان – قضاء مرجعيون في جنوب لبنان ما أسفر عن سقوط شهيد بحسب ما أفاد بيان صادر عن وزارة الصحة اللبنانية. 

كما ألقت مسيّرة إسرائيلية صباحاً قنبلة في منطقة السلم عند أطراف بلدة عيترون جنوبي لبنان، دون الإفادة عن وقوع إصابات.

كما شهد لبنان تصعيداً للاعتداءات الإسرائيلية على أراضيه الجنوبية، مساء أمس الأربعاء، حيث شنّ الاحتلال غارة على بلدة الحوش في قضاء صور أدت إلى إصابة سبعة أشخاص بجروح. 

واستهدف جيش الاحتلال كذلك أطراف بلدة أنصار في قضاء النبطية جنوبي لبنان، وعمد إلى إطلاق قذائف إنارة في أجواء المنطقة البحرية مقابل الناقورة. 

وذكرت وسائل إعلام تابعة لحزب الله أن جيش الاحتلال أطلق، مساء الأربعاء، ثلاثة صواريخ أرض أرض من سهل الحولة، شمالي فلسطين المحتلة، حيث استهدف منطقة الرأس في بلدة دير الزهراني جنوبي لبنان.
 
وفي إطار استمرار الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، والتي تخطّت الـ4 آلاف، تعرّضت أيضاً أطراف بلدة كفرشوبا، أمس الأربعاء، لإطلاق رصاص مصدره موقع الاحتلال الإسرائيلي في رويسات العلم بمرتفعات البلدة.
 
ويترقّب لبنان الردّ الإسرائيلي على الورقة الأميركية بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها الوفد الأميركي إلى بيروت، الاثنين الماضي، وكرّس خلالها رئيس الوفد السفير توماس برّاك مبدأ "الخطوة مقابل الخطوة"، بحيث نوّه بالخطوات التي قامت بها الحكومة اللبنانية،

 معتبراً أن على إسرائيل الآن أن تبادل ذلك بخطوة مقابلة.

وفي الإطار، قالت مصادر رسمية لبنانية، إنّ "لبنان لا يزال ينتظر الموقف الإسرائيلي من الورقة الأميركية. حيث إن المطلوب اليوم التزام إسرائيل بمضمون الورقة، ووقف اعتداءاتها على الأراضي اللبنانية"، 

مشيرة إلى أن "اتصالات لبنان مستمرة مع الخارج ولا سيما مع فرنسا وأميركا، وتؤكد كلها على ضرورة أن يكثف الضغط على إسرائيل لوقف هذه الاعتداءات، والانسحاب من الأراضي اللبنانية التي تحتلها".

وأضافت المصادر: "على الولايات المتحدة بشكل أساسي، بعد الجولة الأخيرة للموفد برّاك إلى بيروت يوم الاثنين، أن تقوم بدور أكبر في هذا الإطار، وأن تضغط بشكل أكبر على الإسرائيلي للالتزام بمضمون الورقة في وقت سريع". 

وتجاوزت الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار 90 خرقاً منذ موافقة الحكومة اللبنانية على حصرية السلاح في جلسة 5 أغسطس/ آب الجاري، وأسفرت عن سقوط أكثر من 11 شهيداً وما يزيد عن 30 جريحا.

من ناحية ثانية، يجول ممثل الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، اليوم الخميس، على المسؤولين اللبنانيين في بيروت، وقد استهلّ زيارته صباحاً بلقاء وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي.
 
بريطانيا تفتتح منشأة تدريب جديدة جنوبي لبنان

في سياق آخر، أعلنت السفارة البريطانية في بيروت، في بيان، أن سفيرها هايمش كاول افتتح منشأة للجيش اللبناني للتدريب المطورّة حديثاً في الزهراني، جنوبي لبنان، أمس الأربعاء. وتم تجديد هذه المنشأة بدعم من صندوق الأمن المتكامل التابع للحكومة البريطانية،

 وستستخدم بمثابة مركز تدريب حيوي لتعزيز جهوزية الجيش اللبناني للانتشار في جنوب لبنان. 

كما قدمت المملكة المتحدة ألف مجموعة من معدات الحماية الشخصية لحماية الجنود أثناء أداء مهامهم الحيوية.

وقالت السفارة إنه "منذ عام 2024، التزمت المملكة المتحدة بتقديم أكثر من 17 مليون جنيه إسترليني لدعم انتشار الجيش اللبناني، بما في ذلك في جنوب لبنان، مما يعزز دوره قوةً عسكرية شرعية وحيدة للدولة اللبنانية ويقوي قدرته على الصمود في جميع أنحاء البلاد"، 

مشيرة إلى أن "منشأة التدريب الجديدة هذه تعدّ امتداداً لأكثر من عقد من الدعم البريطاني. فمنذ عام 2013، عملت المملكة المتحدة بشكل وثيق مع أفواج الحدود البرية التابعة للجيش اللبناني لتعزيز سلطة الدولة اللبنانية على الحدود مع سورية، ومكافحة التهريب، وحماية المجتمعات المحلية".

وفي كلمة له، اعتبر كاول أن "دور الجيش اللبناني بات أكثر أهمية من أي وقت مضى في حماية لبنان وشعبه"، 

مشيراً إلى أن "دعمنا يهدف إلى تعزيز قدرة الجيش اللبناني على الصمود، وتلبية احتياجاته من البنية التحتية الحيوية، وتمكين وجوده الدائم والمستدام في جنوب لبنان". 

وأضاف "تلتزم المملكة المتحدة بدعم الأمن والاستقرار في لبنان، وتقف جنباً إلى جنب مع الجيش اللبناني والوطن الذي يحميه".