الأمم المتحدة تدعو إلى تحرك دولي عاجل لمواجهة الأزمة الإنسانية باليمن
الرأي الثالث - متابعات
دعت الأمم المتحدة إلى تحرك دولي عاجل لمواجهة الأزمة الإنسانية الحادة في اليمن، حيث يواجه ملايين السكان خطر المجاعة.
وأكد مدير قسم التنسيق في مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (OCHA)؛ راميش راجاسينغهام، في إحاطة لمجلس الأمن، أن الوضع يتطلب زيادة التمويل لدعم العمليات الإغاثية وتوفير الغذاء والتغذية بشكل عاجل، قبل فوات الأوان.
مشدداً على ضرورة التحرك لزيادة التمويل لتوسيع نطاق الدعم الغذائي والتغذوي الطارئ، وتقديم دعم مالي مباشر لصندوق المساعدات الإنسانية لليمن الذي يشهد نقصاً حاداً،
مؤكداً أن ذلك يجب أن يأتي إلى جانب دعم جهود المبعوث الخاص الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي وإطلاق سراح المعتقلين.
ورسم راجاسينغهام صورة قاتمة لوضع الأمن الغذائي في اليمن، قائلاً: "هناك أكثر من 17 مليون شخص يعانون من الجوع، وقد يصل هذا الرقم إلى 18 مليوناً بحلول فبراير/شباط من العام المقبل. تتحمل النساء والأطفال العبء الأكبر من هذه الكارثة".
وأكد أن اليمن واحدة من أكثر الدول معاناة من انعدام الأمن الغذائي، مضيفاً أن "استمرار انهيار الاقتصاد وتزايد الضغوط على إمدادات الغذاء، جعل العديد من الأسر غير قادرة على تحمّل تكلفته، رغم حصولها عليه.
وقد تعطلت سبل العيش في القطاع العام وقطاعي الزراعة والثروة السمكية، من بين قطاعات أخرى، بسبب الصراع المستمر".
وأشار إلى أن "نصف أطفال اليمن دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد، ويعاني ما يقرب من نصفهم من سوء النمو (التقزم)، ما يعني تأخراً في النمو والإصابة بالعدوى، وخطر الوفاة من أمراض شائعة أعلى من المتوسط بتسعة إلى اثني عشر ضعفاً.
وفي ظل نقص حاد في الرعاية الصحية وعدم توفر خدمات الدعم للكثيرين، يُعد هذا الأمر مسألة حياة أو موت بالنسبة للأطفال".
وأعطى مثالاً على تدهور الأوضاع، بقصة الطفل أحمد البالغ من العمر تسعة أشهر، في مديرية عبس بمحافظة حجة، إذ أدى نقص الغذاء والمغذيات إلى فقدانه ثلثي وزنه الصحي، وأصبح ضعيفاً لدرجة أنه لا يستطيع الجلوس، ويعاني من إسهال حاد وحمى شديدة.
وأوضح أن أحمد بحاجة إلى علاج طارئ لسوء التغذية الحاد الوخيم، الذي تفاقم بسبب العدوى، مؤكداً أن هذه قصة وواقع لآلاف العائلات اليمنية.
وتابع: "يصل الجوع وسوء التغذية في بعض المناطق إلى مستويات حادة. ففي مخيّمات النازحين داخلياً في مديرية عبس بمحافظة حجة، على سبيل المثال، وجدت بعثة تقييم الاحتياجات في يوليو/تموز أن أطفالاً من عائلات نازحة يموتون جوعاً.
هؤلاء أطفال لم يموتوا متأثرين بجراح الحرب، بل بسبب الجوع – جوع بطيء وصامت، تمكن الوقاية منه. هذا هو الوجه الإنساني لانعدام الأمن الغذائي".
وتوقف المسؤول الأممي عند الخيارات المستحيلة التي تُضطر الكثير من العائلات اليمنية إلى اتخاذها بسبب الجوع، موضحاً أن "الجوع يجبر الناس على اعتماد استراتيجيات تكيّف سلبية".
وشرح أن ذلك يعني "في المناطق الريفية بمحافظات المحويت والحديدة وصنعاء، اضطرار الأسر لبيع كل ما يُؤمّن لها سبل العيش على المدى الطويل؛ كالماشية، والأدوات، والأراضي الزراعية، لمجرد توفير قوت يومها،
واضطرار الأطفال للعمل بدلاً من الذهاب إلى المدرسة، ومواجهة النساء والفتيات المراهقات مخاطر متزايدة من العنف المنزلي، والاستغلال، أو زواج الأطفال".
وأشار إلى أنه في المحافظات الثلاث المذكورة آنفاً، "طلبت أكثر من 30 ألف امرأة وفتاة خدمات الدعم ضد العنف الجندري خلال الأشهر الستة الماضية فقط.
ثلث النساء اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 20 و24 عاماً تزوجن قبل بلوغهنّ سن 18 عاماً، وتزوجت واحدة من كل عشر نساء تقريباً قبل سن 15 عاماً. وترتفع هذه الأرقام بين الفتيات في المجتمعات النازحة".