مفاوضات غزة تتحرّك والنقاش يتركز على سلاح المقاومة وحُكم القطاع
الرأي الثالث - وكالات
في الوقت الذي تستمر فيه إسرائيل في ارتكاب مجازر مروّعة في قطاع غزة، بدا أن خطتها لاحتلال كامل القطاع تصطدم بمعوقات على مختلف الصعد، وبمعارضة إسرائيلية داخلية،
وفي العالم، الذي بات يصرّح بشكل أوضح – باستثناء الولايات المتحدة – بأنها تمارس العدوان وتخرق القانون الدولي الإنساني، وتقتل الصحافيين، وتجوّع الأطفال، وتنكر التجويع (وهو ما أشار إليه رئيس الوزراء الأسترالي في حديثه عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو).
وبموازاة هذا الرفض الواسع، تحركت عجلة مفاوضات التهدئة من جديد، مع توجه وفد من حركة المقاومة الإسلامية “حماس” إلى العاصمة المصرية القاهرة، والأنباء عن اعتزام وفد إسرائيلي السفر إلى العاصمة القطرية الدوحة، التي احتضنت جولات من المفاوضات غير المباشرة بين المقاومة ودولة الاحتلال.
وأكدت مصادر مطلعة أنه من المتوقع أن يبدأ وفد حركة “حماس” برئاسة خليل الحية رئيس الحركة في غزة، محادثات اليوم الأربعاء في غزة مع الجانب المصري.
وأوضحت أن هناك اتصالات تجريها القاهرة في هذا الوقت لتذليل العقبات بالمشاركة مع باقي الوسطاء.
وفي السياق ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الوسطاء طرحوا مبادرة جديدة على “حماس”، وهي صفقة شاملة تتضمن تحرير جميع المحتجزين، الأحياء منهم والأموات، مقابل الإفراج عن سجناء أمنيين فلسطينيين.
وفي ضوء المبادرة الجديدة “يتوجب على “حماس” الالتزام بتجميد نشاط جناحها العسكري ونزع سلاحه، مع ضمانات من الوسطاء الدوليين”، حسب الهيئة.
وفي السياق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقناة “آي 24” الإسرائيلية إنه يعتقد بأن الصفقة الجزئية “أصبحت وراءنا”، زاعما أنه يريد “استعادة جميع الرهائن في إطار إنهاء الحرب وبشروط نحن من يحددها”.
أما التطور الثاني الذي نقله إعلام عبري، وموقع “أكسيوس”، فتمثل في الإعلان عن أن وفدًا إسرائيليا سيزور قطر قريبًا لنقاش صفقة شاملة لإعادة الأسرى وإنهاء الحرب.
وذكر موقع “أكسيوس” أن وصول الوفد إلى الدوحة يعني أن المحادثات ستبحث صفقة شاملة تنهي الحرب وتطلق سراح كل المحتجزين.
وفي السياق نفسه، برز تطور مرتبط بمستقبل حكم قطاع غزة، الذي يرفض نتنياهو وحكومته عودة السلطة الفلسطينية إليه أو بقاء حكم حركة “حماس”.
ونفى مصدر فلسطيني مسؤول في الرئاسة الفلسطينية ما ذكره بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية عن تعيين شخصية فلسطينية لإدارة قطاع غزة بعلم وموافقة من القيادة الفلسطينية،
فيما أكد رجل الأعمال الفلسطيني سمير حليلة – المعني بهذه الأنباء – قبوله تولي منصب حاكم لإدارة القطاع في حال وافقت القيادة الفلسطينية على ذلك.
وقال المصدر الفلسطيني في الرئاسة إن “الجهة الوحيدة المخولة بإدارة قطاع غزة هي دولة فلسطين، ممثلة بالحكومة أو لجنتها الإدارية المتفق عليها والتي يرأسها وزير في الحكومة”.
وشدد المصدر الرئاسي على أن “أي تعاطٍ مع غير ذلك يعدّ خروجا عن الخط الوطني، ويتساوق مع ما يريده الاحتلال الذي يريد فصل غزة عن الضفة، وتهجير سكانها”.
وكشف وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، عن تفاهمات جديدة لإدارة قطاع غزة، حيث ستتولى 15 شخصية فلسطينية من التكنوقراط إدارة القطاع تحت إشراف السلطة الفلسطينية لفترة انتقالية مدتها ستة أشهر.
هذه الخطوة تأتي في إطار تعزيز الوحدة بين غزة والضفة الغربية، حيث أكد عبد العاطي على أهمية هذه الوحدة في سياق الأحداث الحالية.
وفي السياق نفسه، أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن مصر تعمل بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة على إحياء هدنة مدتها ستون يوماً في غزة، ضمن جهود جديدة تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة.
وكشف عن تفاهمات جديدة لإدارة قطاع غزة، وقال إن 15 شخصية فلسطينية من التكنوقراط سوف تتولى إدارة القطاع تحت إشراف السلطة الفلسطينية لفترة انتقالية مدتها ستة أشهر.
أما في غزة، فطغى لون الدماء التي نزفت من ضحايا الغارات الإسرائيلية على بقع كبيرة من المناطق المستهدفة في قطاع غزة، في مشهد وثّق حجم المجازر الخطيرة التي تقترفها قوات الاحتلال، وذلك في ظل التصعيد الخطير الذي تشهده كافة مناطق القطاع منذ يومين.
وذكرت مصادر فلسطينية أن 67 فلسطينياً استشهدوا في مناطق عدة في قطاع غزة منذ فجر أمس الثلاثاء.
وأعلنت وزارة الصحة في وقت سابق عن وصول 100 شهيد و513 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وفي دلالة على حجم المأساة واستمرار التجويع جراء الحصار الإسرائيلي، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل خمس وفيات – بينها طفلان – نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 227 شهيدًا، من بينهم 103 أطفال.