وسط تفاقم المجاعة: المفاوضات حول غزة تستأنف الأسبوع المقبل
الرأي الثالث - وكالات
أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، نقلاً عن مصدر مصري، بأن المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس و"إسرائيل" بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة ستُستأنف الأسبوع المقبل، عقب دراسة العرض الذي قدمته الحركة.
وقال المصدر الذي لم تكشف القناة عن هويته: إن "الوفد الإسرائيلي غادر (الدوحة) بعد تلقيه رد حماس، على أن تستأنف المفاوضات مرة أخرى خلال الأسبوع المقبل بعد دراسة عرض حماس"، دون تفاصيل إضافية.
وأمس الخميس، أعلنت تل أبيب والمبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف سحب فريقي التشاور الإسرائيلي والأمريكي من الدوحة، التي تستضيف المفاوضات منذ 6 يوليو الجاري.
وأعربت حركة "حماس"، في بيان الخميس، عن استغرابها من تصريحات ويتكوف، رغم ما وصفته بموقفها "الإيجابي والبنّاء" في ردها الذي سلمته فجر اليوم نفسه، وقوبل بترحيب من الوسطاء، وأكدت حرصها على استكمال المفاوضات.
وجاء بيان "حماس" رداً على تصريحات لويتكوف أعلن فيها إعادة وفد بلاده من الدوحة، وزعم "عدم رغبة" حماس بالتوصل لوقف إطلاق نار في غزة، وأنها "لا تتصرف بحسن نية" رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها الوسطاء.
وقال ويتكوف: "سننظر الآن في خيارات بديلة لإعادة الرهائن (الأسرى الإسرائيليين بغزة) إلى الوطن، ومحاولة توفير بيئة أكثر استقراراً لسكان القطاع".
في ذات الوقت أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سحب وفد تل أبيب من الدوحة للتشاور، في خطوة ادعى عقبها أن حكومته تعمل على إنجاز صفقة جديدة لاستعادة الأسرى.
وتشهد الدوحة منذ 6 يوليو الجاري، مفاوضات غير مباشرة بين حماس و"إسرائيل"، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة، لإبرام اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.
ويتواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة في وقت تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية إلى مستويات غير مسبوقة، مع تسجيل حالات وفاة جديدة جراء الجوع وسوء التغذية، في ظل استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
وأكدت وزارة الصحة في غزة وفاة حالتين إضافيتين خلال الـ24 ساعة الماضية، بسبب المجاعة، ما يرفع عدد الضحايا إلى 113 حالة وفاة منذ بداية الحرب،
بينما أكدت وكالة "أونروا" أن السكان في غزة يُجبرون على المجاعة رغم أن آلاف الشاحنات المحمّلة بالغذاء والأدوية تنتظر إدخالها عند المعابر، مشددة على ضرورة رفع الحصار والسماح بإدخال المساعدات على نطاق واسع.
في السياق السياسي، ومع إعلان حركة حماس أنها سلّمت، باسم فصائل المقاومة، ردّها على المقترح المتعلق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط تأكيدات من مصادر في "الجبهة الشعبية" بأن الرد "لاقى استحسان الوسطاء"، وفق ما أبلغت به قيادة حماس باقي الفصائل،
جاءت ردة فعل إسرائيل والولايات المتحدة سلبية، إذ قررتا سحب فريقي التفاوض من الدوحة. وأعربت عائلات الأسرى الإسرائيليين عن قلقها من "تجميد المحادثات".
وأكدت حركة "حماس" أنها تعاملت منذ بداية المسار التفاوضي بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة بـ"مسؤولية وطنية ومرونة عالية"،
مشيرة إلى أنها قدّمت ردّها الأخير بعد مشاورات موسعة مع الفصائل الفلسطينية والوسطاء والدول الصديقة. كما أعربت عن استغرابها من تصريحات ويتكوف، التي وصفتها بـ"السلبية"، تجاه موقف الحركة.
في تطور لافت، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستعترف رسميًّا بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل،
مؤكدًا أن هذا القرار يأتي التزامًا من باريس بـ"سلام عادل ودائم" في الشرق الأوسط. ويُنتظر أن يشكّل هذا الإعلان دفعة سياسية كبيرة للمطالب الفلسطينية على الساحة الدولية، في وقت تتعالى فيه الأصوات بالعواصم الغربية المطالبة بوقف الحرب ورفع الحصار،
وسط تصاعد الانتقادات للانتهاكات الإسرائيلية واستمرار المجاعة في غزة.