كارثة إنسانية في غزة ومفاوضات في الدوحة وشكوك في تل أبيب
الرأي الثالث - وكالات
بالرغم من قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي إرسال وفد التفاوض إلى العاصمة القطرية الدوحة، للمشاركة في جولة جديدة قد تفضي لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، إلا أن الحال على الأرض كان مغايرًا، حيث اقترف جيش الاحتلال عدة مجازر دامية.
وقالت مصادر طبية وشهود عيان أن 71 فلسطينيًا بينهم أطفال وطبيب، استشهدوا منذ فجر أمس الأحد، في هجمات إسرائيلية.
وأعلنت وزارة الصحة عن ارتفاع حصيلة حرب الإبادة إلى 57,418 شهيدًا و136,261 مصابًا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
ويأتي ذلك في ظل أوضاع إنسانية مزرية.
وقال أنطوان رونار، ممثل برنامج الأغذية العالمي في فلسطين، إن الشعور بالخوف من المجاعة والحاجة الماسة للغذاء مرتفع في غزة، وإن الأمن الغذائي وجميع أنظمة الغذاء على وشك الانهيار.
وقال رئيس “شبكة المنظمات الأهلية” في قطاع غزة أمجد الشوا لشبكة “الجزيرة” إن أكثر من 100 ألف طفل يعانون من درجات متقدمة من سوء التغذية.
وتحدث مدير المستشفيات الميدانية في غزة الدكتور مروان الهمص عن كارثة صحية مركّبة، لا تبدأ بنفاد المضادات الحيوية ولا تنتهي بانقطاع لقاحات شلل الأطفال، بل تشمل انهيارًا شاملًا في سلسلة الحياة.
وقال: “خلال أيام قليلة، نقص الوقود يعني توقف المولدات، وبالتالي توقف المستشفيات عن العمل”.
ويأتي هذا التصعيد المستمر في الوقت الذي تنطلق فيه جولة مفاوضات بعد ردّ الحركة الإيجابي على مقترح نقله لها الوسطاء، وذلك على الرغم من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه التعديلات التي اقترحتها الحركة.
وقال نتنياهو قبيل مغادرته إلى واشنطن إن المفاوضين الإسرائيليين في محادثات وقف إطلاق النار في قطر تلقوا تعليمات واضحة بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بالشروط التي قبلتها إسرائيل.
وتابع: “أعتقد أن النقاش مع الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب سيساهم بالتأكيد في تحقيق هذه النتائج” .
ونقل موقع “والا” العبري عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو شروط إنهاء الحرب في غزة، وإن قضية اليوم التالي ستكون موضوعا مركزيا في لقاء ترامب ونتنياهو اليوم الإثنين.
وأثار إعلان إسرائيل رفض التعديلات التي طلبتها حركة “حماس” الشكوك حول إمكانية أن تُفشل إسرائيل الجولة كما في مرات سابقة كثيرة.
وأبرز مطلب لـ”حماس”، حسب المتحدث باسمها جهاد طه، ضمانات حقيقية من قبل الإدارة الأمريكية والوسطاء لسريان وقف إطلاق النار.
وتشير معلومات إلى أن مطالب “حماس” مرتبطة بأمور فنية، تشمل خريطة الانسحاب من غزة ومناطق تراجع جيش الاحتلال، وهو ما يلقى معارضة من إسرائيل.
وتسود في إسرائيل أجواء من التفاؤل الحذر، لكن المزاج العام متعكر، وتغلب عليه المرارة والشك، نتيجة طرح سؤالين مركزيين: لماذا يجري الاتفاق الآن وليس قبل أشهر؟ ولماذا هو جزئي؟
هذه التساؤلات ترددت في كتابات وتحليلات صحافيين ومراقبين إسرائيليين منذ صباح أمس الأحد.