Logo

الاحتلال الإسرائيلي يكثف توغلاته في ريف القنيطرة السورية

الرأي الثالث - وكالات

 شهدت قرى صيدا الجولان وأبو مَذْرَاة وكودنة في محافظة القنيطرة، جنوب سورية، توغلات لقوات إسرائيلية صباح اليوم السبت، بعد يوم من توغل مماثل في ريف القنيطرة. 

وقال الناشط أحمد الحمدان إن جنود الاحتلال قاموا بدورية في المنطقة دون الإبلاغ عن اشتباكات أو إصابات. وكانت دورية إسرائيلية تضم دبابة وخمس آليات وثلاثين جندياً توغلت بعد ظهر أمس الجمعة من قاعدة القنيطرة المهدمة باتجاه دوار العلم، 

ووصلت إلى قرية الصمدانية حيث أجرت عمليات تفتيش داخل عدة منازل قبل انسحابها.

 كما رصد سكان في الريف الأوسط توغل آلية عسكرية على جانب سد المنطرة.

وعند مدخل بلدة جباتا الخشب، نصبت دورية إسرائيلية حاجزاً، وأوقفت مركبات مدنية وفحصت هويات الركاب. وأفاد الناشط أحمد الحمدان أن الاحتلال "لم يُقدم تفسيرًا للتوقيف، واكتفى بمطالبة الجميع بإبراز الهويات"، 

مضيفا أن عائلة من أربعة أفراد تعرضت لإصابات طفيفة إثر انقلاب دراجتهم النارية على طريق جباتا الخشب–أوفانيا، 

موضحاً أن الحادث وقع "بعد أن فوجئت العائلة بوجود الدورية الإسرائيلية على الطريق، حيث جرى نقل المصابين إلى أحد المراكز الطبية لتلقي العلاج. 
 
ومع حلول مساء أمس، توغلت دورية إسرائيلية في منطقة الحمرية بقرية طرنجة شمال القنيطرة، بينما تحركت قوة عسكرية ثانية باتجاه مفرق الكسارات–عين البيضة بالريف الشمالي، دون أن تشير الجهات الإسرائيلية إلى أهداف هذه التحركات. 

ويقول الحمدان إنه وبالرغم من ازدياد التوغلات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة، لم تصدر أية تصريحات من السلطات السورية حول هذه التوغلات، 

حيث تشهد قرى ومدن المحافظة توغلات برية إسرائيلية مكثفة وشبه يومية، تُبررها إسرائيل بـ"الضرورات الأمنية"، بينما تصفها مصادر محلية بأنها تحرشات ومحاولات لإرساء واقع جديد تصبح معه هذه التوغلات حدثا عاديا.

وكثف الاحتلال الإسرائيلي من اعتداءاته وتوغلاته في الجنوب السوري خلال الفترة الأخيرة، تزامناً مع تصريحات وتسريبات عدة بشأن اتصالات سورية إسرائيلية برعاية أميركية بهدف التوصل إلى تفاهمات وربما اتفاقيات جديدة تتخطى اتفاق فصل القوات الموقع بين الطرفين عام 1974، الذي باتت إسرائيل تراه غير كافٍ.

وتتزامن التوغلات مع تسريبات من الجانب الإسرائيلي عن محادثات مباشرة تجري بين الجانبين السوري والإسرائيلي لترتيب الأوضاع في المنطقة وصولا إلى اتفاق سلام بينهما. 

ونقلت قناة "آي 24" الإسرائيلية، مساء الجمعة، عن مصدر سوري أن إسرائيل وسورية ستوقعان "اتفاقية سلام" قبل نهاية عام 2025، زاعماً أن مرتفعات الجولان ستتحول بموجب الاتفاقية إلى "حديقة سلام". 

وأضاف المصدر، الذي لم تكشف القناة عن هويته، أن من شأن هذه الاتفاقية تطبيع العلاقات بين البلدين بشكل كامل، 

موضحاً أنه "بموجب الاتفاقية المذكورة، ستنسحب إسرائيل تدريجياً من جميع الأراضي السورية التي احتلتها بعد غزو المنطقة العازلة في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، بما في ذلك قمة جبل الشيخ".

وفي السابع من مايو/أيار الفائت، نقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر مطلعة، أن الإمارات فتحت قناة اتصال خلفية لمحادثات بين سورية وإسرائيل. 

وأفاد مصدر مطلع ومسؤول أمني سوري ومسؤول مخابرات إقليمي لـ"رويترز"، بأن الاتصالات غير المباشرة، التي لم تُعلن سابقاً، تركز على مسائل أمنية ومخابراتية وبناء الثقة بين دولتين لا تربطهما علاقات رسمية.
 
وفي السياق عينه، أعلن المبعوث الخاص للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف، الأربعاء، أن واشنطن ستصدر في وقت قريب "إعلاناً مهماً" بشأن انضمام دول في المنطقة إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل أو ما تسمى أميركياً وإسرائيلياً "اتفاقيات أبراهام". 

وقال ويتكوف لـ"سي إن بي سي": "نتوقع تطبيع العديد من الدول (علاقاتها مع إسرائيل)". 

وخاضت الإدارات الأميركية، السابقة والحالية، عدة مباحثات مع السعودية بهدف ضمها إلى محور التطبيع مع إسرائيل، لكن حرب الإبادة على غزة عطلت جهود واشنطن التي لم تتخلَّ عن هذا الملف، وتسعى لضم دول أخرى إلى قطار التطبيع.

ومنذ عام 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في البلاد بعد إسقاط نظام بشار الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974. 

كذلك احتلت "جبل الشيخ" الاستراتيجي الذي لا يبعد عن العاصمة دمشق سوى نحو 35 كيلومتراً، ويقع بين سورية ولبنان ويطل على إسرائيل، كذلك يمكن رؤيته من الأردن، وله أربع قمم أعلاها يبلغ طولها 2814 متراً.

"إسرائيل" تشترط الاستحواذ على الجولان للتطبيع مع سوريا

وفي السياق قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، إن "إسرائيل" لن تمانع توقيع اتفاق سلام أو تطبيع مع سوريا، شريطة بقاء الجولان المحتل تحت السيطرة الإسرائيلية.

ونقلت القناة "إي 24" الإسرائيلية، عن ساعر قوله: "إذا توفرت فرصة لتوقيع اتفاق سلام أو تطبيع مع سوريا شرط أن تبقى الجولان معنا سيكون ذلك إيجابيا لمستقبل إسرائيل".

ونقلت القناة عن مصدر سوري قوله، إن "إسرائيل" وسوريا ستوقعان اتفاقية سلام قبل نهاية عام 2025، وأن من شأن هذه الاتفاقية أن تمثل تطبيعاً كاملاً للعلاقات، وأن مرتفعات الجولان التي تحتلها "إسرائيل" ستكون حديقة سلام.

وبحسب المصدر السوري، فإنه بموجب الاتفاقية "ستنسحب "إسرائيل" تدريجياً من جميع الأراضي السورية التي احتلتها بعد غزو المنطقة العازلة في 8 ديسمبر 2024، بما في ذلك قمة جبل الشيخ.
 
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قد اجتمع الأسبوع الماضي مع وجهاء وأعيان القنيطرة والجولان، وأكد لهم أن العمل جارٍ لوقف الاعتداءات الإسرائيلية من خلال مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء دوليين.

وفي أواخر مايو الماضي، قالت 5 مصادر مطلعة لوكالة "رويترز"، إن "إسرائيل" وسوريا على اتصال مباشر، وأن مباحثات جرت وجهاً لوجه، لتهدئة التوترات والحيلولة دون اندلاع صراع في المنطقة الحدودية بين الجانبين.

ويوم الخميس، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توما باراك، إن الإدارة السورية الجديدة تجري حالياً محادثات بهدوء مع "إسرائيل" حول جميع القضايا.

وأكد باراك، في تصريحات لقناة "الجزيرة"، أن حكومة الشرع لا تريد الحرب مع "إسرائيل"، داعياً إلى إعطاء فرصة للإدارة السورية الجديدة.

ومطلع مايو الماضي، أكد الشرع إجراء مفاوضات غير مباشرة بين سوريا و"إسرائيل"، عبر وسطاء بهدف التهدئة.

وقال في مؤتمر صحفي عقده في باريس آنذاك: "هناك مفاوضات غير مباشرة (مع إسرائيل) تجري عبر وسطاء لتهدئة الأوضاع ومحاولة امتصاص الوضع كي لا تصل الأمور إلى حد يفقد السيطرة عليه كلا الطرفين".

وعقب سقوط النظام السوري السابق في ديسمبر الماضي، بدأت "إسرائيل" بالتوغل في جنوب سوريا، واحتلت جبل الشيخ، بحجة إقامة منطقة منزوعة السلاح وإزالة التهديدات، 

كما قامت بشن مئات الضربات على مدى الأشهر الماضية ضد ترسانة الأسلحة التابعة لنظام بشار الأسد، في حين تحاشت الإدارة السورية الجديدة الاصطدام بـ"إسرائيل" في هذه المرحلة.