Logo

غوتيريش: البحث عن الطعام ينبغي ألا يكون بمثابة «حكم إعدام» في غزة

الرأي الثالث - وكالات

 أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الجمعة)، أن البحث عن الطعام ينبغي ألا «يكون بمثابة حكم بالإعدام» في غزة، مندداً بالنظام الجديد لتوزيع المساعدة الإنسانية في القطاع الذي يؤدي «إلى قتل الناس».

وصرح غوتيريش، للصحافيين في نيويورك: «يُقتل الناس لمجرد محاولتهم إطعام عائلاتهم وأنفسهم. لا ينبغي على الإطلاق أن يكون البحث عن الطعام بمثابة حكم بالإعدام»، 

وذلك من دون أن يسمي «مؤسسة غزة الإنسانية» التي تتخلل عملياتها لتوزيع المساعدات مشاهد فوضوية ودامية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

كماجدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس دعوته لوقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة والإفراج عن جميع المحتجزين وضمان وصول كامل وآمن ومستدام للمساعدات، 

معتبراً أن "حل هذه المشكلة سياسي في نهاية المطاف"، وذلك في تصريحات إعلامية أدلى بها اليوم الجمعة قبل توجهه إلى إشبيلية من أجل المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية الذي تشارك الأمم المتحدة في استضافته مع إسبانيا. 

وشدد غوتيرس على أن إسرائيل بصفتها السلطة القائمة بالاحتلال مطالبة بالموافقة على الإغاثة الإنسانية وتسهيلها، وبأنه "لا ينبغي أن يكون البحث عن الطعام بمثابة حكم بالإعدام". 

وأضاف غوتيريش: «يجب حل مشكلة توزيع المساعدات الإنسانية في غزة، ولدينا الإمدادات والخبرة لحل هذه المشكلة».

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بزيادة كبيرة في حجم المساعدات الإنسانية لمواجهة الاحتياجات الهائلة في القطاع.

وأشار إلى أنه "تم تشريد العائلات مراراً وتكراراً - وهي الآن محصورة في أقل من خُمس أراضي غزة. وحتى هذه المساحات المتقلصة تتعرض للتهديد. 

فالقنابل تتساقط على الخيام، على العائلات، على أولئك الذين لم يتبق لهم مكان يفرّون إليه. يُقتل الناس لمجرد محاولتهم إطعام أنفسهم وعائلاتهم. لا ينبغي على الإطلاق أن يكون البحث عن الطعام بمثابة حكم بالإعدام". 

وأضاف: "اسمحوا لي بأن أكون واضحاً: إسرائيل، بصفتها السلطة القائمة بالاحتلال، مطالبة بالموافقة على الإغاثة الإنسانية وتسهيلها. 

وفي الوقت نفسه، يستمر خنق العمليات الإنسانية. فمنذ أكثر من ثلاثة أشهر، تم حظر دخول مواد الإيواء والوقود للخدمات الحيوية. ويضطر الأطباء إلى اختيار من يحصل على آخر قارورة دواء أو آخر جهاز تنفس اصطناعي".

وتوقف كذلك عند معاناة عمال الإغاثة وقال: "عمال الإغاثة أنفسهم يتضورون جوعاً. لا يمكن التطبيع مع هذا الوضع. 

فقد دخلت أخيرا حفنة من الإمدادات الطبية إلى غزة في وقت سابق من هذا الأسبوع، وهي الأولى من الأمم المتحدة منذ أشهر. 

ولكن هذا يؤكد فقط الحجم الهائل للأزمة. إن كمية قليلة من المساعدات غير كافية."

 وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على الحاجة الماسة لإدخال المساعدات بكميات كبيرة ووافرة.

 وقال: "نحن بحاجة إلى إجراءات ملموسة حتى تصل المساعدات إلى جميع الناس أينما كانوا - بسرعة وعلى نطاق واسع. إن أي عملية تقوم بتوجيه المدنيين اليائسين إلى مناطق عسكرية هي بطبيعتها غير آمنة. إنها تقتل الناس".

ووجه غوتيريس عدداً من النداءات للأطراف المختلفة: "أقول لمن هم في السلطة: مكّنوا عملياتنا كما يتطلب القانون الإنساني الدولي. إلى أصحاب النفوذ، أقول: استخدموه. وإلى جميع الدول الأعضاء، أقول: التزمي بميثاق الأمم المتحدة الذي التزمتِ به بالأمس فقط في الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة". 

وتابع: "دعونا نجلب الإمدادات المنقذة للحياة. دعونا نصل إلى الناس أينما وُجدوا. 

ودعونا نقرّ بأن حل هذه المشكلة سياسي في نهاية المطاف. إن الطريق الوحيد المستدام لإعادة الأمل هو تمهيد الطريق إلى حل الدولتين. يجب أن تسود الدبلوماسية والكرامة الإنسانية للجميع".

وكانت «منظمة الصحة العالمية» قد حذرت، في وقت سابق اليوم، من أن الوضع في غزة تعدى مرحلة الكارثة مع مقتل 500 شخص أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية خلال الأسبوعين المنصرمين.

ويجري توزيع المساعدات في القطاع عن طريق «مؤسسة غزة الإنسانية»، وهي مؤسسة خاصة مدعومة من الولايات المتحدة، في 4 مواقع وذلك بعد أن خففت إسرائيل حصاراً استمر ما يقرب من 3 أشهر على غزة تحت ضغط دولي.