Logo

«هدنة غزة»: حديث عن «تقدم كبير» وسط اتصالات مكثفة للوسطاء

الرأي الثالث - وكالات

 انعكست تطورات إنهاء التصعيد بين إسرائيل وإيران على مشهد المفاوضات المتعثر في قطاع غزة، مع تأكيدات من «حماس» بوجود اتصالات مكثفة من الوسطاء وأحاديث عن جولة محادثات جديدة «الأيام المقبلة».

وتحدث الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن وجود «تقدم كبير» في مفاوضات غزة، وهو ما يراه خبراء يحمل فرصاً كبيرة لإبرام اتفاق وسط ضغط أميركي نحو ذلك، ورجَّحوا أن تقبل «حماس» المنخرطة في الاتصالات حالياً بصفقة مؤقتة شريطة أن تقود لإنهاء الحرب بشكل كامل.

وتواصَل حديث وسطاء غزة، الأربعاء، عن تحركات جديدة عقب انتهاء حرب إسرائيل وإيران، 

وقال ترمب على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي: «أعتقد أن تقدماً كبيراً يتحقّق فيما يتعلق بغزة»، مشيراً إلى أن الضربات الأميركية على إيران «قد تنعكس إيجاباً» على الوضع في الشرق الأوسط، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وجاء تأكيد ترمب بعدما تحدث مع مبعوثه للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي قال إنه أخبره بأن اتفاق غزة «قريب جداً»، وذلك غداة إعلان رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مؤتمر صحافي بالدوحة، «البحث عن فرصة خلال اليومين المقبلين لعقد مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين للوصول إلى الاتفاق».

في حين رفضت الحكومة الإسرائيلية، الأربعاء، التعليق بشأن أي محادثات جديدة تخص غزة، واكتفت في تصريحات صحافية بالقول إن الجهود لاستعادة الرهائن الإسرائيليين في غزة مستمرة، سواء ميدانياً أو عبر المفاوضات.
 
وقال القيادي في «حماس»، طاهر النونو، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «اتصالاتنا مع الإخوة الوسطاء في مصر وقطر لم تتوقف وتكثفت في الساعات الأخيرة، والحركة تريد اتفاقاً على قاعدة صفقة شاملة تحقّق وقفاً دائماً للحرب، والانسحاب العسكري الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، وإدخال المساعدات، وصفقة تبادل أسرى، لكنها لم تتلقَّ أي مقترح جديد بشأن وقف النار حتى الآن».

وأكدت مصادر في حركة «حماس» أن «جولة مفاوضات غير مباشرة جديدة ستُعقد في غضون أيام قليلة، في القاهرة أو في الدوحة».
 
وكان بشارة بحبح، رجل الأعمال الأميركي-الفلسطيني، المقرب من ترمب، قد قال في مقابلة متلفزة، الثلاثاء، إنه متفائل بشأن فرص التوصل إلى اتفاق بغزة، مؤكداً أن «الخلافات المتبقية بين إسرائيل و(حماس) قليلة للغاية، والنزاع الرئيسي كان حول صياغة جملة معينة»،

 في إشارة إلى البند المتعلق بنهاية وقف إطلاق النار المؤقت وضمانات الوقف الدائم.

ويعتقد عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية» والأكاديمي المتخصص في الشأن الإسرائيلي، أحمد فؤاد أنور، أن الزخم الذي تصاعد نحو عودة مفاوضات غزة وتقوده واشنطن حالياً بدعم مصري - قطري «يشي بأننا إزاء إحياء جاد للمحادثات»،

 وتوقع أن تضغط واشنطن على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لإبرام اتفاق «خاصة أنه ليس هناك ما يدعو لأي تمديد آخر، فكل الجبهات خاضها رئيس الوزراء الإسرائيلي ولم تتبقَّ إلا غزة بحاجة لإنهاء».

ويتوقع المحلل السياسي الفلسطيني، نزار نزال، استئناف المحادثات الأسبوع المقبل وسط الزخم الحالي، لإبرام اتفاق قد يكون جزئياً على أن يتضمن تأكيداً على بحث وقف دائم كما تريد «حماس».

وفي السياق أقر ثلاثة وزراء إسرائيليين، الأربعاء، بفشل العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة وأنها لم تحقق نتائج عملية حتى الآن، داعين إلى تغيير النهج العسكري أو السعي نحو إنهاء الحرب من خلال صفقة شاملة لتبادل الأسرى. 

وجاءت تصريحات الوزراء، وفق ما نقلته القناة 12 العبرية الخاصة، في ظل استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة، وتفاقم الخسائر الإسرائيلية بفعل عمليات المقاومة الفلسطينية.

ونقلت القناة عن الوزراء الثلاثة قولهم: "ما قمنا به في غزة ربما كان يحمل إمكانات نظرية، لكن عمليا لم يؤد إلى نتائج". 

وأضاف الوزراء: "يجب إما تنفيذ خطوة عسكرية مختلفة، أو السعي لإنهاء الحرب والتوصل إلى صفقة شاملة". ولم تذكر القناة أسماء الوزراء الذين تحدثوا لها.

من جهة ثانية، نقلت القناة عن مسؤولين إسرائيليين مشاركين في المفاوضات غير المباشرة مع حركة "حماس" قولهم إن "الأمور متوقفة حاليًا. الأميركيون متحمسون، لكن المفاوضات لا تسير كما هو مأمول". 

وأضاف هؤلاء المسؤولون: "من يعتقد أن حماس ستسارع إلى إبرام صفقة بعد الضربة في إيران لا يفهم طبيعتها".

في سياق آخر، قالت القناة 12 إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعقد اليوم الخميس، اجتماعا أمنيا محدودا بمشاركة فريق وزاري مصغر وكبار مسؤولي المؤسسة الأمنية، لبحث مسألة الحرب في غزة وكيفية التحرك بشأن إطلاق سراح الأسرى.

 يأتي ذلك في ظل تحليلات ودعوات إقليمية ودولية ترى في نهاية المواجهة بين إيران وإسرائيل فرصة سانحة لإعادة الزخم إلى جهود التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، 

كما تتزامن مع تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت سابق الأربعاء، أعرب فيها عن اعتقاده بأن التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب بغزة "بات وشيكا جدا".
 
وكانت حماس أكدت في وقت سابق الأربعاء انفتاحها على التعامل الإيجابي مع جهود الوسطاء وأي مقترحات جدية تهدف للتوصل لاتفاق شامل ينهي حرب الإبادة في غزة. 

وشددت على أن "أي اتفاق يجب أن يضمن وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا كاملا لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وتأمين تدفق المساعدات الإنسانية العاجلة، والبدء بإعادة الإعمار، والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى جادة".
 
وحملت الحركة نتنياهو وحكومته المسؤولية الكاملة عن تعثر التوصل إلى اتفاق حتى الآن، "بسبب وضع العراقيل والمماطلة لكسب الوقت، خدمة لأهدافه الشخصية في البقاء بالسلطة، ومواصلة في الترويج لوهم النصر المطلق، وتحقيق أهداف الحرب، بما فيها وهم إطلاق سراح أسراه بالقوة العسكرية".