الشرع: مفاوضات غير مباشرة بوساطة دولية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية
الرأي الثالث - وكالات
جدد الرئيس السوري، أحمد الشرع، الحديث عن وجود مفاوضات غير مباشرة جارية عبر وسطاء دوليين لوقف الاعتداءات والتوغلات الإسرائيلية في أراضي بلاده.
جاء ذلك خلال لقاء الشرع بقصر الشعب الرئاسي في العاصمة دمشق، اليوم الأربعاء، وجهاء من محافظة القنيطرة والجولان (جنوب غرب)، وفق بيان لرئاسة الجمهورية السورية نشرته عبر حسابها بمنصة إكس.
وأشار البيان إلى أن الشرع "اجتمع مع وجهاء وأعيان محافظة القنيطرة والجولان، وناقش معهم الأوضاع الخدمية والمعيشية والأمنية في المحافظة".
كما استمع إلى "مداخلات الحضور التي تناولت احتياجاتهم ومعاناتهم من التوغلات والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة"، وفق المصدر ذاته.
من جانبه، أكد الشرع "العمل على وقف الاعتداءات من خلال مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء دوليين". وشدد على "أهمية دور الوجهاء في تعزيز الروابط الوطنية ونقل هموم المواطنين".
وهذه المرة الثانية التي يعلن فيها الشرع عن مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل؛ إذ سبق أن أشار إلى ذلك خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال زيارته للعاصمة باريس في مايو/ أيار الماضي.
وأكد حينها أنه على إسرائيل "التوقف عن تصرفاتها العشوائية وتدخلها في الشأن السوري".
وفي الـ7 من مايو/أيار الفائت، نقلت وكالة رويترز، عن ثلاثة مصادر مطلعة، أن الإمارات فتحت قناة اتصال خلفية لمحادثات بين سورية وإسرائيل.
وأفاد مصدر مطلع ومسؤول أمني سوري ومسؤول مخابرات إقليمي لـ"رويترز"، بأن الاتصالات غير المباشرة، التي لم تُعلن سابقاً، تركز على مسائل أمنية ومخابراتية وبناء الثقة بين دولتين لا تربطهما علاقات رسمية.
وفي مارس/آذار الفائت، حثّ الشرع المجتمع الدولي على الضغط على إسرائيل للانسحاب "الفوري" من جنوب سورية، معتبراً أن توغّلها الميداني يشكّل "تهديداً مباشراً" للأمن في المنطقة.
وفي كلمة ألقاها، خلال القمة العربية الطارئة بشأن غزة في القاهرة، قال الشرع "نحث المجتمع الدولي على الوفاء بالتزاماته القانونية والأخلاقية في دعم حقوق سورية في الضغط على إسرائيل للانسحاب الفوري من الجنوب السوري"،
معتبراً أن "هذا التوسع العدواني ليس فقط انتهاكاً للسيادة السورية بل تهديداً مباشراً للأمن والسلام في المنطقة بأسرها".
ورغم أن الإدارة السورية الجديدة لم تهدد إسرائيل، فقد شنت الأخيرة منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد أواخر 2024 غارات جوية على سورية، فقتلت مدنيين، ودمرت مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري، إضافة إلى توغلها بمحافظتي القنيطرة وريف دمشق.
ومنذ عام 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في البلاد بعد إسقاط نظام بشار الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.
كما احتلت "جبل الشيخ" الاستراتيجي الذي لا يبعد عن العاصمة دمشق سوى نحو 35 كلم، ويقع بين سورية ولبنان ويطل على إسرائيل، كما يمكن رؤيته من الأردن، وله أربع قمم أعلاها يبلغ طولها 2814 متراً.