Logo

مجلس الأمن الدولي يبحث الهجمات الأمريكية على منشآت إيران النووية

الرأي الثالث - وكالات

 عقد مجلس الأمن الدولي، الأحد، جلسة طارئة بطلب من إيران ورعاية الجزائر والصين وباكستان، لمناقشة الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية في فوردو وأصفهان ونطنز. وافتتحت الجلسة تحت بند “التهديدات التي تواجه السلم والأمن الدوليين”.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في مداخلته، إن “قصف الولايات المتحدة للمنشآت النووية الإيرانية يشكّل منعطفًا خطيرًا في منطقة تعاني أصلًا من التصعيد”.

 وجدد دعوته إلى وقف فوري للقتال والعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، مشددًا على ضرورة حماية المدنيين وضمان سلامة الملاحة البحرية.

ودعا غوتيريش إلى التزام إيران الكامل بمعاهدة حظر الانتشار النووي، وإتاحة الوصول الكامل لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأكد: “السلام لا يُفرض، بل يُختار. أمامنا مساران: أحدهما يؤدي إلى حرب واسعة، والآخر إلى خفض التصعيد والحوار. نعرف أيهما الصحيح”.

من جانبه، اعتبر ميروسلاف يانتشا، مساعد الأمين العام، أن الضربات الأخيرة تمثل “تصعيدًا خطيرًا”، مشيرًا إلى سقوط 430 قتيلًا و3500 جريح في إيران، وفق وزارة الصحة الإيرانية، مقابل 25 قتيلًا و1300 جريح في إسرائيل منذ اندلاع الاشتباكات. 

وأكد أن “لا حلّ عسكري لهذا النزاع”، محذرًا من تداعيات إقليمية ودولية جسيمة.

وقال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إن النظام العالمي لمنع الانتشار النووي “على المحك”، 

محذرًا من أن العنف قد يبلغ “مستويات لا تُصدّق” إذا أغلقت نافذة الدبلوماسية. وأكد وجود حفريات مرئية في منشأة فوردو، التي تخصّب فيها إيران اليورانيوم بنسبة 60%، لكن لم يتسنّ بعد تقييم الأضرار تحت الأرض.

وأشار غروسي إلى أن الوكالة لم ترصد زيادة في مستويات الإشعاع خارج المواقع المستهدفة، وأنها مستعدة لإرسال فرق دعم فني فوريًا. وشدد على أن الهجمات على المنشآت النووية “يجب ألا تحدث أبدًا”، لما لها من عواقب وخيمة تتجاوز حدود الدولة المستهدفة.

مشروع قرار ثلاثي: وقف فوري للنار ودعوة للدبلوماسية

أعلن السفير الباكستاني، عاصم إفتخار أحمد، أن بلاده تقدّمت، بالتنسيق مع الصين وروسيا، بمشروع قرار يدعو إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، والامتناع عن التصعيد، وحماية المدنيين والبنية التحتية، ودعم مسار دبلوماسي مقبول لجميع الأطراف في الملف النووي الإيراني.

وأكد أن بلاده أدانت “العدوان الإسرائيلي غير القانوني”، ودعمت “حق إيران المشروع في الدفاع عن النفس”، مضيفًا: “يجب على مجلس الأمن إدانة الانتهاكات الأمريكية والإسرائيلية بحق منشآت تخضع لضمانات الوكالة الدولية، والدفع نحو حلّ سلمي مستدام”.

الولايات المتحدة: الضربات دفاع عن النفس

المندوبة الأمريكية بالوكالة، دوروثي شيا، دافعت عن الضربات، مؤكدة أنها “استهدفت تعطيل قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم، ووقف تهديد نووي من أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم”.

 وحذرت إيران من مغبة استهداف القواعد والمصالح الأمريكية، مشيرة إلى أن واشنطن “لن تتردد في الردّ بقوة” إذا تعرضت لهجمات.

روسيا: ازدواجية المعايير والذاكرة العراقية

اتهم السفير الروسي، فاسيلي نيبنزيا، واشنطن بـ”العدوان السافر”، وانتقد ازدواجية المعايير لدى الدول الأوروبية، خاصة المملكة المتحدة، التي تبرر العمليات الأمريكية والإسرائيلية تحت غطاء الدفاع عن النفس. 

وذكّر بكلمة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، كولن باول، أمام المجلس عام 2003، حول أسلحة الدمار الشامل في العراق، والتي ثبت لاحقًا أنها مزيفة.

إيران: واشنطن تخدم أجندة مجرم حرب

بدوره، اتهم المندوب الإيراني، أمير سعيد إيرواني، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ”اختطاف السياسة الخارجية الأمريكية وجرّها إلى حرب باهظة الثمن”.

 وقال إن “الولايات المتحدة، الدولة الوحيدة التي استخدمت السلاح النووي، تهاجم بلادي بذريعة كاذبة ومأساوية”.

وانتقد السفير الإيراني ما وصفه بـ”المعايير المزدوجة للوكالة الدولية ومجلس الأمن”، معتبرا أن معاهدة حظر الانتشار النووي “تُستخدم كسلاح سياسي”.

 وأكد أن “فشل المجلس في إدانة العدوان سيترك وصمة تواطؤ على ضميره”، كما حدث  في غزة.

تصويت مرتقب على مشروع القرار

من المتوقع أن يُعرض مشروع القرار الثلاثي (الباكستاني – الروسي – الصيني) للتصويت خلال الساعات أو الأيام المقبلة، وسط انقسام واضح بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن. 

وبينما تؤيد دول مثل الجزائر والبرازيل وجنوب أفريقيا التهدئة، تصر الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على تحميل إيران مسؤولية التصعيد، ما ينذر بجولة جديدة من التجاذبات داخل أروقة المجلس.