الإبادة مستمرة.. إسرائيل تقتل 19 فلسطينيا بغزة في أول أيام عيد الأضحى
الرأي الثالث - وكالات
ارتكب الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، مجزرة راح ضحيتها ثمانية فلسطينيين وواحد وستون مصاباً، إثر استهداف مراكز توزيع مساعدات في رفح جنوب قطاع غزة في أول أيام عيد الأضحى.
كما قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 19 فلسطينيا بغارات جوية وقصف مدفعي على قطاع غزة منذ فجر الجمعة أول أيام عيد الأضحى، وفق شهود عيان ومصادر طبية,
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن مجزرة اليوم رفعت حصيلة الضحايا الإجمالية لهذه المراكز حتى تاريخ اليوم إلى 110 شهداء و583 مصاباً، وتسعة مفقودين، منذ بدء تشغيلها يوم 27 مايو 2025.
ولفت المكتب الإعلامي إلى أن "هذه المراكز المشبوهة، التي تُقام في مناطق حمراء مفتوحة ومكشوفة وخاضعة لسيطرة جيش الاحتلال وللشركة الأمنية الأميركية، تحوّلت إلى مصائد موت جماعي تُستدرج إليها الجموع الجائعة،
ثم تُطلق قوات الاحتلال والشركة الأمنية الأميركية النيران عليهم عمداً، ما يُعد جريمة مكتملة الأركان وفقاً للقانون الدولي الإنساني، وتحديداً اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948".
ودان المكتب الإعلامي الحكومي "بأشد العبارات هذه المجازر الوحشية المتكررة، ونُحمّل الاحتلال والإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عن جريمة استخدام الغذاء أداةً للقتل الجماعي، وتحت غطاء زائف يُسمونه "المساعدات الإنسانية"،
مطالباً الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل المنظمات الدولية باتخاذ موقف حاسم وفوري لوقف هذه الجرائم، وفتح المعابر الرسمية لإيصال المساعدات عبر مؤسسات أممية محايدة، "ووقف هذا النموذج الإجرامي الذي يمارس الاحتلال والشركة الأمنية الأميركية علناً".
ودعا المصدر ذاته إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لتوثيق هذه الجرائم وتقديم مرتكبيها للعدالة الدولية، "ونُحمّل المجتمع الدولي مسؤولية الصمت المريب الذي يُغري بمزيد من سفك الدماء".
وقتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 27 فلسطينياً، الثلاثاء الماضي، من طالبي المساعدات بغزة في مجزرة كانت الثالثة من نوعها في رفح جنوبي القطاع بعد مجزرتين سابقتين أودتا بحياة العشرات وأدت إلى إصابة المئات.
وأقام الفلسطينيون في قطاع غزة المحاصر صلاة العيد على أنقاض بيوتهم ومساجدهم، بالتزامن مع إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل وتجويع ممنهج.
وجنوب القطاع، قالت مصادر طبية: “3 شهداء إضافة إلى مصابين في قصف من مسيّرة إسرائيلية على نقطة شحن هواتف بين خيام النازحين غربي مدينة خان يونس”.
وقال شهود عيان إن مقاتلات إسرائيلية شنت صباح الجمعة غارات، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف على المدينة.
وأضافوا أن العدوان استهدف وسط وشمال وشرق خان يونس، وسط تحليق منخفض لطائرات حربية، وإطلاق نار كثيف تجاه الأحياء السكنية.
وتحديدا، استهدف القصف المدفعي مناطق السطر الغربي والكتبية وبطن السمين وقيزان النجار بخان يونس، إضافة لمناطق شرق مدينة رفح (جنوب).
وتصاعد الدخان بفعل الغارات الإسرائيلية والقصف المدفعي على جنوب خان يونس، حسب شهود عيان.
فيما أفادت مصادر طبية بـ”استشهاد الطفل عمر رائد أحمد القططي برصاص قوات الاحتلال قرب منطقة سجن السرايا بمدينة خان يونس”.
وأيضا “استشهد عمر عامر المدهون متأثرا بجروح أصيب بها؛ جراء قصف إسرائيلي سابق على خان يونس”، وفق المصادر.
وتابعت المصادر: “شهيد في قصف إسرائيلي على بلدة عبسان الكبيرة شرقي مدينة خان يونس”.
وأفاد شهود عيان أيضا بأن جيش الاحتلال نفذ عملية نسف لمبانٍ شمال خان يونس.
كذلك “استشهد 4 فلسطينيين وأصيب عشرات؛ جراء إطلاق الاحتلال النار صوب مواطنين قرب مركز توزيع مساعدات الشركة الأمريكية غرب مدينة رفح”، وفق شهود عيان ومصادر طبية.
وشمال قطاع غزة، استهدف قصف مدفعي مكثف حي التفاح شرق مدينة غزة، حسب شهود عيان ومصادر طبية.
وقال شهود عيان إن “طيران الاحتلال الإسرائيلي شن غارات جوية على جباليا البلد”.
وأفادت مصادر طبية بـ”وصول 9 شهداء وعدد من الجرحى إلى مستشفى المعمداني، عقب قصف الاحتلال منازل مواطنين في جباليا البلد”.
وعشية العيد، قتل الجيش الإسرائيلي الخميس 41 فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء وصحفيون، جراء غارات على مناطق عدة.
وعيد اليوم هو الرابع الذي يحل على غزة التي تمر بأوضاع كارثية جراء الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين منذ 20 شهرا.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 180 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.
وقبل الإبادة حاصرت إسرائيل غزة طوال 18 عاما، واليوم بات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون، بلا مأوى بعد أن دمرت الحرب مساكنهم.
وخلص تحقيق أجرته شبكة "سي أن أن" الأميركية إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي هو المسؤول عن المجزرة الدامية فجر الأحد الماضي حينما كان يحاول آلاف الفلسطينيين الوصول إلى مركز توزيع المساعدات الأميركي الذي تديره "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة إسرائيلياً،
والواقع في أقصى جنوب غرب مدينة رفح على الحدود مع مصر، بعدما أطلقت دبابات الاحتلال الإسرائيلي نيران رشاشاتها تجاههم، مخلفة أكثر من 30 شهيداً، ونحو 200 مصاب.
وقال تقرير "سي أن أن" إن عشرات شهود العيان، بمن فيهم من أصيبوا خلال الهجوم، أكدوا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلق النيران بكثافة وعشوائياً على الأهالي الذين كانوا ينتظرون المساعدات،
فيما قالت "مؤسسة غزة الإنسانية" إن قوات الاحتلال الإسرائيلي كانت تعمل بالقرب من المنطقة خلال تلك اللحظة.
وأضاف التقرير أن العديد من مقاطع الفيديو التي جرى التأكد من موقع تصويرها تشير إلى أن المجزرة وقعت بالقرب من دوّار احتشد فيه المئات من الفلسطينيين وتبعد بنحو 800 متر عن مركز المساعدات المحمي عسكرياً في تل السلطان برفح.
وبدأت "مؤسسة غزة الإنسانية" عملياتها منذ نحو عشرة أيام، إلا أن توزيع المساعدات شهد فوضى عارمة مع تقارير عن سقوط ضحايا بنيران إسرائيلية قرب المراكز التابعة لها.
وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي الإقفال الموقت لنقاط التوزيع، محذراً من التنقّل على "الطرق المؤدية إلى مراكز التوزيع التي تعتبر مناطق قتال".