إسرائيل تواصل حرب الإبادة في قطاع غزة وترفض مقترح ويتكوف
الرأي الثالث - وكالات
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة على قطاع غزة المحاصر، إذ أفادت وسائل إعلام فلسطينية، اليوم الخميس، بوقوع عشرات الشهداء والجرحى معظمهم من النساء والأطفال، من جراء القصف الإسرائيلي الواسع على مختلف أنحاء القطاع.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أنذر مساء الأربعاء آلاف المرضى والنازحين الفلسطينيين بإخلاء مقرات صحية ومراكز إيواء يقيمون فيها في حيّ الرمال، غربي مدينة غزة، من بينها مستشفى الشفاء وعدد من المدارس.
يأتي ذلك فيما يصرّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، على مواصلة الحرب رغم الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق ينهي معاناة أهالي القطاع.
وفي هذا السياق، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن نتنياهو رفض مقترحاً جديداً قدّمه المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، خلال زيارته للدوحة، وذلك رغم تلقي المقترح إشارات إيجابية من حركة حماس وقبوله من الوسطاء.
ووفقًا للقناة، فإنّ "المبعوث الأميركي بلور خطة شاملة تهدف إلى إعادة جميع المحتجزين الإسرائيليين، وإزاحة حركة حماس عن الحكم في قطاع غزة"، إلا أن نتنياهو يواصل الحديث عن صفقة جزئية لا تشمل إنهاء الحرب.
وكانت شبكة "سي أن أن" الأميركية قد نقلت عن مصدر مطلع أنّ وفداً إسرائيلياً رفيعاً التقى ويتكوف ومبعوث المحتجزين آدم بولر في الدوحة، أمس الأربعاء.
وذكر المصدر أنّ الوفد الإسرائيلي منخرط في محادثات وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى لإنهاء الحرب في غزة، مشيراً إلى أن حركة حماس تشارك بشكل غير مباشر في المحادثات.
وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أول من أمس الثلاثاء، بأن وفد التفاوض الإسرائيلي سيبقى في الدوحة على الأقل حتّى اليوم الخميس، خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمنطقة.
وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مقابلة أمس الأربعاء مع "سي أن أن"، إن هجمات إسرائيل على غزة هذا الأسبوع تظهر عدم اكتراثها بالتفاوض على وقف لإطلاق النار.
واعتبر رئيس وزراء قطر أن خطة توزيع المساعدات الإنسانية التي تدعمها الولايات المتحدة لغزة غير ضرورية، وشدد على ضرورة السماح للأمم المتحدة بإيصال المساعدات إلى القطاع الذي مزقته الحرب.
وفي السياق أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم الخميس، بأن نحو 90% من سكان غزة أجبروا على الفرار من منازلهم منذ بدء الحرب.
وقالت أونروا، في منشور على "إكس" اليوم، إنه "في عام 1948، نزح أكثر من 700 ألف فلسطيني من مدنهم وقراهم. هذه الأحداث تُعرف باسم النكبة".
وعلى صعيد الوضع الإنساني، وفي ظل مواصلة إسرائيل منع إدخال المساعدات إلى غزة منذ الثاني من مارس/ آذار الماضي، أعلنت "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي منظمة مدعومة من الولايات المتحدة، أنها ستبدأ هذا الشهر بتوزيع مساعدات إنسانية في القطاع،
مشيرة إلى أنها أجرت محادثات بهذا الشأن مع مسؤولين إسرائيليين. وقالت المنظمة في بيان إنّ المؤسسة أجرت "نقاشات مع مسؤولين إسرائيليين تهدف إلى إتاحة توصيل مساعدات انتقالية إلى غزة بموجب الآليات القائمة، بينما يتم الانتهاء من بناء مواقع توزيع آمنة تابعة للمؤسسة".
وبحسب البيان، فقد وافقت إسرائيل على طلب المؤسسة "زيادة عدد نقاط التوزيع لخدمة جميع سكان غزة، وإيجاد حلول لتوزيع المساعدات على المدنيين غير القادرين على الوصول إلى نقاط التوزيع".
إبادة غزة... فصل من نكبة 48
يشبه ما يعايشه الفلسطينيون في قطاع غزة هذه الأيام ما عايشه أجدادهم قبل 77 عاماً، إبان النكبة عام 1948، حينما احتُلّت فلسطين وهُجّر الفلسطينيون من أراضيهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية.
وتتشابه حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 مع نكبة 48 قبل عقود، إذ عادت مشاريع التهجير إلى الواجهة من جديد، مع ما طرحته الإدارة الأميركية ورئيسها دونالد ترامب والحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو.