حول الربيع اليمني
ليست مشكلتي مع التغيير لأنني كنت في الساحة، وهتفت وظاهرت ودربت الشباب على الخطاب الصحفي لدعم التغيير. وليس عندي أدني شك في استحقاق النظام السابق للسقوط.
مشكلتي هي في "الثائر " المتكلس غير القادر على فهم الوضع أو مراجعة أسباب السقوط.
مشكلتي ليست في "الثورة" بل في الثوار الذين تحولوا الى وكلاء للقوى والمطامع الإقليمية في اليمن، والذين يدافعون عن "جنسياتهم" الجديدة ويريدون تحويل اليمن الى ساحة تصفية حسابات إقليمية.
مشكلتي في المصطلحات الزائفة فما حدث لم يكن ثورة ولا تنطبق عليه توصيفاتها.
"فبراير" لم يكن ثورة شباب بل كان تجمعا لكل الغاضبين من النظام والطامعين في السلطة، وبعضهم أسوأ من النظام وأكثر رجعية.
مشكلتي مع الخطاب التدميري العبثي للثائر الذي لا يبشر الا بالفوضى والخراب. خطاب المتاجرة والاحتفالات بينما الناس يموتون من الجوع والقهر.
أنا مع التغيير وحق الشعوب في حياة حرة ديمقراطية كريمة، لكني ضد تحويل الربيع الساقط الى صنم وتابو غير قابل للنقد. لقد استنفذ الربيع كل اغراضه وسقطت كل شعاراته العائمة، كما سقطت الأنظمة وانتهت. سقط الثائر والديكتاتور معا وورث الثائر أسوأ ما في الديكتاتور.