Logo

وطن مَا زِلْنَا نَبحَث عَنْه

اليوْم وبعْد عَشْر سِنين مِن السِّجْن اَلكبِير خَرجَت مِنْه مِن بَوَّابة الموْتِ مُعْتلًّا ومثْقَلا بِالْمَرض ، وأحْتَاج لِكثير مِن الوقْتِ لِأبرِّئ مِنْه وأرمِّم بعْضًا مِن رُوحي المتْعبة ، وسأعود إِلَيه ثَانِية حَتَّى وَإِن كَتبُوا على بوَّابَته نِهايَتي وَقبرِي ومسْتَقر الأبد.

 خَرجَت وَأنَا مَسكُون بِوَطن مَوجُوع وَدَام وَمتشَظ .. وطن لَطَالمَا بَحثَت عَنْه بِغاية أن يَكُون قويًّا ومعافًى ، فوجدْته حاسرًا وكسيحًا وَمازال ينزف. 

وطن مَا زِلْنَا نَبحَث عَنْه ، وَسنُرحل قَبِل أن نَجدَه كمَا نُريد ، ومع ذَلِك سَيظَل أَملُنا أو يَحدُونا الأمل أن يَجدَه مِن بُعْدِنا أحْفادنَا صحيحًا وِمْعافَا . . .