2017 امتداداً لعواصف 2016م
هل تختلف السنوات عن بعضها بمجرد أن تنزف الساعة اللحظات الأخيرة للعام عند منتصف ليل اليوم الأخير؟
أم أنها إستمرار لبعضها يرث كل عام وعوده ووعيده وبشاراته وتهديداته من العام السابق له؟
2017 سيكون امتدادا لعواصف 2016 .
بعض العواصف ستلفظ انفاسها الأخيرة وتسكن. وبعضها ستتعاظم وتتحول الى اعاصير وفيضانات تقتلع ما تركه سلفها سليما.
2017 ستشهد لحظات جديدة لصعود اليمين المتطرف في اوربا والعالم عموما. وإذا ما فاز اليمين في فرنسا وألمانيا فإن القوى الأربع الكبرى في العالم ستكون قد ضبطت إيقاع السير العالمي نحو اليمين ويمين اليمين.
الإرهاب عاصفة أخرى مرشحة للتحول الى عواصف متفرقة إذا ما تم القضاء على دولة داعش في العراق وسوريا. والمتوقع ان "الجهاد الفردي" و "الذئاب المنفردة" سترسم بقعا دموية على خريطة العالم من الشرق الأوسط الى أفريقيا واوربا وأمريكا.
من هو الإرهابي القادم؟
لن يعرفه أحد... قد يكون ذلك الشاب الخجول المحبوب والمعتدل حتى شهر مضى.
أو طفلة في السابعة وضع والداها الحزام الناسف على خصرها وودعاها بصيحات الجهاد!
ما هو سلاحه؟
أي شيء!
شاحنة أو سيارة أو اسطوانة غاز أو سكين مطبخ.
ماذا سيحمل 2017 أيضا؟
الصراع على سوريا سيكون نقطة محورية في تهدئة الوضع في المنطقة او زيادتها اشتعالا.
اتفاق سياسي حول سوريا قد يحول ثقل المعركة الى اليمن سلما أو حربا، او خليطا من الحرب الطويلة والسلام البعيد.
وماذا عن الصراع الطائفي بين قطبي الرحى في الاقليم (السعودية وايران)؟
لا يبدو أنه سيتوقف. وسيستمر في أشكال جديدة وجبهات قد لا تخطر على بال.
الكل ينتظر سياسات الكاوبوي الجديد "ترامب" ويضبطون ساعاتهم على توقيت تغريداته وتصريحاته النارية.
سياسات الانعزال واغلاق الحدود والاستثمارات قد تجرنا نحو تراجع اقتصادي غير مسبوق.
عالم جامح.
ينطلق بقوة في طريق لا يعرف نهايته. ولا يريد أن يعرفها.
سيحتفل الملايين بالسنة الجديدة ولا شك.
لكنها ليست جديدة تماما.
فقضايا وتحديات ومعارك ومخاطر العام السابق لا تعترف بحدود السنوات، ولا تتوقف عند أعتاب منتصف ليل اليوم الأخير من سنة كانت طويلة وثقيلة على الجميع.
- من حائط الكاتب في الفيس بوك