The old oak: سوريون في حي لندني

 هي حالة استثنائية أن يهتم أحد أكبر المخرجين الإنكليز كن لوتش بإنجاز شريط عن موضوع يتناول عائلة سورية حلت في أحد أحياء لندن، ولم يكن مرحباً بها من جيرانها باستثناء رجل واحد هو "تي جي" – ديف تورنر - يملك مقهى تفاعل إيجاباً مع الصبية يارا – إيبلا ماري – بعدما حطّم شاب من الحيّ كاميرا حملتها معها فساعدها في تصليحها، وبقي على تواصل محترم ونموذجي معها ومع عائلتها.

يرصد شريط the old oak - البلوط القديم - وجود عدة نماذج من المواطنين زبائن المقهى المحلي يقولون كلاماً إستفزازياً بحق العائلة، لكن "تي جي" لم يُغير تعامله معها وبقي على صلة مميزة بها إلى أن بدأت الأمور تتبلور لوحدها ويشعر السكان بالاطمئنان خصوصاً بعدما تذوقوا بعض الأكلات السورية وشعروا بطيبة أفراد العائلة فكفوا عن انتقادهم وباتوا يحيونهم بود، ويتحدثون إليهم، وصولاً إلى مرحلة الإنقلاب الكبير في المعاملة.

حصل ذلك عندما تبلغت يارا نبأ وفاة والدها في سوريا، لتفاجأ بعشرات الأشخاص من الجيران يتوافدون على المنزل لتقديم التعزية بالراحل في مظهر تفاعلي متميز قَلب الصورة بالكامل وأوجد مكانها لقطة ناصعة لتعامل إنساني راق كانت له آثار مبهرة ميزت حياة العائلة في هذا الوسط لاحقاً.

بدا المشهد لاحقاً صورة مثالية خلابة، وتحول أفراد العائلة إلى عناصر مرحب بها بين الإنكليز، بعد زوال الرأي المسبق المروّج عن المهاجرين المسلمين في الغرب، وبدأت الأمور تأخذ شكل التعاطف والإحترام والرغبة في معرفة حقائق أكثر عن هذه الشريحة الآدمية التي جعلت الإنكليز يتساءلون عمن يقف وراء الإشاعات المغرضة عن المسلمين وشعوب الشرق الأوسط في منابر الغرب.

بول لافرتي كتب سيناريو الفيلم الذي توزعه بي بي سي في نسخة مدتها 113 دقيقة، صاغ موسيقاها التصويرية جورج فنتون، وتولى مسؤولية التصوير: روبي ريون، وأدار لعبة المؤثرات الخاصة ماك أنتير،  ولعب باقي الشخصيات البارزة في الشريط: كلير رودغيرسون، تريفور فوكس، كريس ماك غلاد، كول تايت، جوردان لوي، شريسي روبنسون، كريس غوتز، جين باترسون.