أفلام العيد على نتفليكس: مَن يريد سرقة الميلاد؟

 مع بداية موسم الأعياد، تبدأ عروض الأفلام الخاصة بهذه المناسبة في الصدور. وكما في كل سنة، لدى نتفليكس الكثير من هذه الأفلام في جعبتها. إذ أنتجت هذه السنة عدداً من أفلام الميلاد يفوق عدد الأغصان الموجودة على شجرة الميلاد، وقد ارتأت جمع كل أفلام عيد الميلاد ورأس السنة في مكان واحد تحت اسم A Cozy kind of Holiday، فما عليكم سوى كتابة هذه الكلمات لتُظهر كل الأفلام التي تحمل روحية عيد الميلاد ومعانيه الإنسانية. هنا بعض ما ننصحكم به:

من بلدان الشمال الأوروبي، وبالتحديد من النرويج، يأتينا فيلم Christmas as Usual للمخرج بيتر هولمسن. يتبع الفيلم قصة ثيا إيفينا (إيدا أرسن هولم) وهي امرأة نروجية تقدّم صديقها الهندي جاشان (مانان جيل) لعائلتها في بلدة نروجية تقليدية صغيرة خلال موسم الأعياد. لم تكشف ثيا أبداً أن جاشان هندي، وتُشير إليه باسم جوش في معظم الأوقات، ولكن تبدأ التحيّزات الثقافية بالظهور سريعاً، وخصوصاً في ما يتعلق بوالدة ثيا. تتحول طقوس عيد الميلاد النروجي إلى فوضى لا يمكن إلا للحب أن يصلحها. Christmas as Usual فيلم مقتبس عن قصة حقيقية، استخدم الكاتب والمخرج بيتر هولمسن قصة علاقة أخته بزوجها لينقلها إلى فيلم كوميدي.

مولي (ميريت باترسون) هي مالكة شركة Molly’s Menu Magic، ثاني أكبر شركة في خدمات تقديم الطعام في المدينة. مولي مهتمّة بالكامل بأحلامها المتعلّقة بشركتها، حتى إنّها تفضل عدم الذهاب في رحلة إجازة مع عائلتها إلى فلوريدا كيز حتى تتمكن من التركيز على أعمالها واقفة! لهذا السبب تغتنم الفرصة لتلبية احتياجات حفل عيد الميلاد الذي أقامته عائلة هاريسونز، وهي عائلة ثرية من فاعلي الخير ورجال الأعمال. وهذا يعني الاضطرار لتحمّل مطالب جين (روزماري دونسمور)، ربة عائلة هاريسون، وهي امرأة لطيفة للغاية ولكنها انتقائية بشكل لا يصدق. عندما لاحظت جين أن مولي تلهم بريقاً معيناً في عين ابن أخيها كارسون (دانيال ليسينغ)، تبدأ جين خطّتها بجمع الاثنين، فهل سينتهي الاحتفال وهم واقعين في حب بعضهما؟ Catering Christmas فيلم كوميدي رومانسي، متوقّع لكنه ليس مملاً، صادق وليس مبتذلاً، فيه توازن من كل شيء بين روح عيد الميلاد والكوميديا والرومانسية وأيضاً السخرية والصدق.

نيكولاس صبي لم يكن لديه هدايا في عيد الميلاد. وعلى الرغم من أنه عاش حياته بتواضع شديد، إلا أنه كان سعيداً. قرر والده في أحد الأيام القيام برحلة طويلة للحصول على أجر والهروب من الفقر. عازماً على لمّ شمله مع والده، يعبر نيكولاس هو وفأره بين الغابات والجبال في رحلة رائعة ستأخذه إلى أرض الجان. وهناك، سوف يلتقي بشخصيات مدهشة ويخوض مغامرات تتحدّى مخيلته، ليفهم أخيراً ما هو سحر عيد الميلاد وكيفية إنقاذه.

ما قد يبدو فيلماً آخر عن عيد الميلاد، بقصة بسيطة ورسوم متحركة، يتحول إلى مفاجأة سارة، تظهر لنا تاريخ عيد الميلاد برؤية ومنظور جديدين. بكثير من الذكاء والمرح، تتشابك عناصر كثيرة تبدو في البداية أنّها بلا معنى، وبشكل تدريجي تنسج قصة عاطفية مضحكة ومدهشة. Klaus أول فيلم رسوم متحركة إسباني على نتفليكس هو تطور آخر لأصل سانتا كلوز باستخدام أجواء خيالية من القرن التاسع عشر، والاستقلال عن القصة التاريخية للقديس نيكولاس. تدور قصة الفيلم حول ساعي البريد المتمركز في بلدة على جزيرة في أقصى الشمال، حيث يُصادق الحطّاب وصانع الألعاب المنعزل «كلاوس». مع ساعي البريد والحطّاب، تبدأ أسطورة سانتا كلوز.

The Grinch (إخراج سكوت موزير) قصة غاضب ساخر في مهمة محددة، وهي تخريب عيد الميلاد. قصة مضحكة ومذهلة بصرياً عن روح عيد الميلاد والأمل الذي لا يُقهر. كل سنة يغضب غرنيش لأن احتفالات عيد الميلاد تُقلق راحته وهدوءه. وعندما تعلن القرية أن احتفالات عيد الميلاد هذه السنة سوف تكون أكبر بثلاث مرات عن العادة، يقرّر سرقة عيد الميلاد، لأنها الطريقة الوحيدة لإيجاد بعض السلام والهدوء. في المقابل، هناك فتاة صغيرة اسمها سيندي تسعى لمقابلة سانتا كلوز لشكره على مساعدته لها ولأمها. مع اقتراب عيد الميلاد، يواجه مخطّطها اللطيف خطر التصادم مع مخطط غرينش الشنيع. هل ستحقق سيندي هدفها المتمثل في مقابلة سانتا كلوز أخيراً؟ هل سينجح غرينش في إسكات احتفالات عيد الميلاد إلى الأبد؟

السنوات العشرون لا تطفئ بريق «إلف»

على مدى السنوات العديدة الماضية، أصبحت أفلام عيد الميلاد إما عبارة عن أكوام لا تطاق من النسخ أو مصمّمة خصّيصاً لتناسب أذواق الأطفال الذين يبلغون من العمر خمس سنوات. فقدت الأفلام التي تحمل موضوع عيد الميلاد سحرها في مقابل غزارة الإنتاج التجارية وإعادة تدوير حبكات الأفلام التي نجحت منذ عقود. لم نعد نرى أفلاماً مثل «وايت كريسماس» (1954)، و«إنها حياة رائعة» (1946)، و«قصة عيد الميلاد» (1983)، و«هوم ألون» (1990) وغيرها الكثير.

اختفت هذه الأفلام. لم يعد أحد يبتكر فيلم عيد ميلاد نستمتع به جميعنا على اختلاف أعمارنا. في بداية الألفية، أوضح الممثل والمخرج جون فافرو أنه يحاول إعادة إنشاء هذا العنصر الكلاسيكي المفقود منذ مدة طويلة في أفلام هوليوود عن عيد الميلاد. في عام 2003 قدم لنا واحداً من أدفأ وأجمل وأبسط القصص الأصلية عن عيد الميلاد: إنّه «إلف» الذي يحتفل بعيد ميلاده العشرين ويعود إلى الصالات السينمائية. «إلف» كوميديا ودّية وبيضاء فيها الكثير من روح عيد الميلاد، ولا يزال إلى اليوم من أجمل الأفلام التي يجب إعادة مشاهدتها كل سنة في موسم الأعياد.

يزحف طفل إلى كيس ألعاب بابا نويل ليلة عيد الميلاد في دار الأيتام، ويأخذ سانتا كلوز من دون قصد هذا الطفل إلى القطب الشمالي، فيتبناه ويصبح أحد أقزامه ويُطلق عليه اسم بادي (ويل فاريل)، على اسم العلامة التجارية لحفاضاته الذي كان يلبسها. بعد ثلاثين عاماً في القطب الشمالي مع سانتا كلوز، أُخبر أخيراً أنّه ليس قزماً، وانطلق للعثور على والده البيولوجي. يصل بادي إلى نيويورك بحثاً عن والده، بعد حياة اتّسمت بالصدق والفرح والعفوية، ليكتشف مدينة ممتعة لكن يسكنها أناس حزينون ومنغمسون في أنفسهم وغير مبالين. بادي مختلف، يمكن أن يكون الأحمق في المدينة. ومع ذلك، فإنّ سذاجته، وفرحه الساحر، وعاطفته العفوية تنتهي في نهاية المطاف إلى غمر المقرّبين منه، وإشعال الأمل من جديد، وجعلهم يُعيدون اكتشاف روح عيد الميلاد.

تحت ستار حكاية عاطفية لطيفة، نجد أنفسنا نشاهد أحد أجمل أفلام عيد الميلاد. قصة كلاسيكية لا تفتقر إلى البريق ويمكن أن تكون احتفالية. لا يمكننا التوقّف عن الابتسام، أثناء مشاهدة بادي في مغامراته في المدينة وأثناء تناوله الكثير من السكر أو الصراخ عندما يعلم أن سانتا كلوز قادم. مع مرور الوقت، يُصبح كل شيء في الفيلم مبتذلاً بعض الشيء، وكل شيء يمكن التنبؤ به، ولكن هذا هو روح عيد الميلاد، نعرف إلى حدّ كبير ما الذي سيحصل، ولكن ما لا نعرفه هو الهدية، وهذا تماماً هو روح الفيلم.

في مثل هذه المدة من السنة، تصل أفلام عيد الميلاد، المليئة بالرسائل الأخلاقية حول قيمة اللّطف وروح الأخوّة والمحبة. وحكاية تشارلز ديكنز الأسطورية «ترنيمة عيد الميلاد» التي رأيناها في عدد لا يُحصى من نسخ الأفلام والمسرحيات، تعمل بشكل مثالي لنقل هذه الأفكار.

«Spirited» هو النسخة الجديدة من قصة ديكنز. كوميديا موسيقية، تسلط الضوء على رسائل وتعاليم القصة. شون أندرز هو مخرج هذه النسخة الجديدة، والهدف من الفيلم والقصة واضح: نحاول في كل يوم أن نكون أشخاصاً أفضل، وفي كل يوم سنواجه تحدّي الاختبار بين الصواب والخطأ. وفي كل يوم علينا انتقاء الخيار الصحيح. أدخل أندرز قصة ديكنز في العصر الحديث مع رسالة تتعلّق بالحفاظ على قيم المرء الأخلاقية في الأوقات المظلمة والصعبة في حياتنا اليوم.

على الرغم من أنّ «ترنيمة عيد الميلاد» تُسرد من زاوية مختلفة، إلا أنها لا تزال تدور عن رجل بائس يُؤخذ في رحلة سحرية مع ويل فيريل الذي هو شبح عيد الميلاد، المسؤول عن إعادة الأشخاص الضالّين إلى طريق الخير. وهناك كلينت بريغز (ريان رينولدز)، الرجل المسؤول عن توليد الأخبار الكاذبة، هو شرير لا يمكن علاجه ويمثّل التحدّي الأكبر لشبح عيد الميلاد.

هناك بارزة تُنعش قصة ديكنز، إذ إنّ لدينا الآن الشبح الذي يحاول إقناع الشرير بالذهاب إلى الجانب المضيء، والشرير يحاول إقناع الشبح بالذهاب إلى الجانب المظلم. وهنا تظهر الفكاهة السخيفة، ويتجول الفيلم بين القطبين، مستغلّاً روح الدعابة التي يتمتع بها الكوميديان إلى أقصى حد. Spirited مفاجأة مفعمة بالحيوية، مسلّية. فيلم موسيقيّ بارع يحتوي على بعض الأغاني وعلى تصميم لرقصات جيدة، ولكن طويل بعض الشيء، يوصلنا إلى نقطة لا يسعنا فيها إلا السؤال عن الوقت، مثل حفلة استمرت لمدة طويلة ويريد المرء مغادرتها لمدة من الوقت ثم العودة ولكنه مجبر على البقاء.

* Spirited على Apple TV
شفيق طبارة