"حتى إشعار آخر": غزة عائلة واحدة في ظل منع التجول

شريط عمره 30 عاماً هو الأول الذي صُور بالكامل في غزة خلال يوم كامل من نظام منع التجول، لكن الفلسطينيين تواصلوا مع بعضهم البعض من بيت إلى بيت، أكلوا وتفاعلوا وخففوا من غلواء الحصار تماماً كما هي الصورة الآن في مواجهة جيش الإحتلال.

 همّ شريط المخرج الفلسطيني إبن غزة رشيد مشهراوي، إظهار روح التعاضد والتماسك والقلب الواحد بين الغزيين وهم تحت الحصار يلتزمون منازلهم ويمارسون الحياة كما لو أنها طبيعية، مع فارق أن اللقمة التي يتم إعدادها في منزل أحدهم هي لكل الجيران وهذه حال الجميع الذين شدّت الأزمات أزرهم، فالتموا حول بعضهم وتمددت الوجبات من بيت لآخر عبر صحون تتنقل من يد إلى يد، من فوق الجدران الفاصلة بين المنازل، بينما لا يكف شبان ناشطون عن تنفيذ بعض المهام الصغيرة رغماً عن حظر التجول.

إن ما نواكبه اليوم من روح معنوية عالية لأهالي غزة وهم يتصدون للنار الإسرائيلية بثبات وصبر موعودين بنصر قريب على آلة الغدر والإبادة ما هي إلاّ نموذج من طبيعة الفلسطينيين في الصمود لمعرفتهم بأن الفرج لم يعد بعيداً مع مظاهر إنكسار إسرائيل المهددة بالتفتت أكثر من أي وقت مضى.

تتحرك الكاميرا في مناطق ضيقة وتأخذ كادرات تراعي ضيق المساحات في البيوت وبين بعضها البعض، ألم في بيت يتوجع له باقي الجيران، ومشكلة هنا يلتف الجميع لحلها، من دون أن يُنقص ذلك من ثباتهم وإيمانهم بأن الحق سينتصر.

وتبدو الأحداث الراهنة في عموم غزة وكأنها ترجمة لما ردده الفيلم في حواراته، عن العون، والأخوة، والدم الواحد، والآمال المشرقة مع عزيمة الشباب المقاتلين في توليد مشاعر الفخر والعزة وهم يواجهون ببطولة نادرة وإحتكاكات من مسافة صفر بجنود وقادة العدو.

الحال من التآزر والتماسك بين أهلنا في غزة، حاضرة "حتى إشعار آخر" وفق ما قاله الفيلم وهو مادة حية على أرض الواقع، بحيث تتحول الشعارات إلى واقع ملموس ومعاش بكل ما للكلمة من معنى.