Logo

أسعار الذهب تواصل التراجع والدولار ينتعش

 انخفضت أسعار الذهب إلى أدنى مستوى في أسبوعين، اليوم الخميس، مع تراجع جاذبية المعدن الأصفر ملاذاً آمناً بفعل قوة الدولار وتراجع التوتر التجاري في وقت يترقب فيه المستثمرون بيانات أميركية تصدر هذا الأسبوع. 

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن إدارته قد تبرم اتفاقيات تجارية مع الهند وكوريا الجنوبية واليابان في إطار سعيه لتحويل سياسته الجمركية إلى اتفاقيات تجارية.

وقال الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير أمس أيضا إنه لا توجد محادثات رسمية مع الصين. 

فيما ذكر حساب يويوان تانتيان‭ ‬التابع لتلفزيون الصين المركزي، اليوم الخميس،‭ ‬على منصة ويبو للتواصل الاجتماعي، أن إدارة ترامب تواصلت مع الصين. 

وراهن متداولون، أمس الأربعاء، على أن ظهور مؤشرات أكثر وضوحا إلى تعثر الاقتصاد الأميركي بحلول شهر يونيو/حزيران، من شأنه أن يدفع المركزي الأميركي إلى استئناف خفض أسعار الفائدة بمقدار نقطة مئوية كاملة بحلول نهاية عام 2025. 

وتترقب السوق الآن تقرير الوظائف غير الزراعية الذي سيصدر غدا الجمعة للحصول على المزيد من المؤشرات حول مسار السياسة النقدية الأميركية. 

كما أظهرت بيانات أميركية أمس أن ارتفاع الواردات قبل دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ دفع نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى المنطقة السالبة في الربع الأول. 

ومن المقرر صدور بيانات طلبات إعانة البطالة في وقت لاحق من اليوم الخميس. وستكون أسواق الأسهم والسندات والعملات الأجنبية والعقود الآجلة للسلع مغلقة في الصين من الأول من مايو/ أيار وحتى الخامس منه بمناسبة عطلة عيد العمال. 

الذهب يتراجع إلى 3235.55 دولاراً للأوقية

وفي أسواق المعادن النفيسة، هبط الذهب في المعاملات الفورية 1.6% إلى 3235.55 دولاراً للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 06:29 بتوقيت غرينتش، بعدما وصل إلى أدنى مستوى له منذ منتصف إبريل/نيسان. 

ونزلت العقود الأميركية الآجلة للذهب 2.3% إلى 3243.30 دولاراً. وصعد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من العملات، 0.4%، وهو ما يجعل الذهب أقل جاذبية لحائزي العملات الأخرى. 
 
وقال إيليا سبيفاك، رئيس قسم الاقتصاد الكلي العالمي في تيست لايف: "تراجع سعر الذهب مع انحسار مخاوف الحرب التجارية، لكن ثقة السوق لا تزال مهتزة مع تفاعل المستثمرين مع عناوين الأخبار يوميا". 

ولامس الذهب، وهو وسيلة للتحوط من الاضطراب السياسي والمالي، ارتفاعات قياسية متعددة في إبريل/ نيسان بسبب تزايد حالة الضبابية. ويزيد عادة الإقبال على المعدن الأصفر مع تراجع أسعار الفائدة.
 
وقال سبيفاك: "ربما تدعم توقعات تيسير السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) الذهب، لكنه قد يحتاج أولا إلى تهدئة المخاوف التي شهدها شهر إبريل". 

وأظهرت بيانات انكماش الاقتصاد الأميركي في الربع الأول للمرة الأولى في ثلاث سنوات، مع اندفاع الشركات لاستيراد السلع قبل فرض إدارة ترامب للرسوم الجمركية.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، نزلت الفضة في المعاملات الفورية 1.5% إلى 32.10 دولاراً للأوقية، وتراجع البلاتين واحدا بالمائة إلى 957.33 دولاراً، وصعد البلاديوم 0.2% إلى 939.74 دولاراً. 

الدولار يستفيد من تراجع الين 

وفي أسواق العملات، استفاد الدولار من تراجع الين، اليوم الخميس، بعدما خفض بنك اليابان توقعاته للنمو بسبب الضبابية المحيطة بالرسوم الجمركية الأميركية، وأبقى على أسعار الفائدة دون تغيير، 

بينما تترقب الأسواق مؤشرات إلى تهدئة الحرب التجارية وبيانات الوظائف الأميركية.

وانخفض الين نحو 0.8% إلى 144.23 للدولار، ليبلغ أقل مستوى له منذ منتصف إبريل /نيسان. وقرار تثبيت أسعار الفائدة كان بالإجماع ومتوقعا، لكن المتعاملين اعتبروا أن خفض التوقعات يقلل احتمال رفع الفائدة في المستقبل. 

وقال بارت واكاباياشي، مدير أحد فروع شركة ستيت ستريت للخدمات المالية في طوكيو: "الأمر بالنسبة لي يبدو أنه مسار تثبيت". 

وأضاف أن "حالة الضبابية بشأن السياسات الأميركية تدفع الجميع إلى التوقف مؤقتا". وتوقع بنك اليابان نموا حقيقيا في الناتج المحلي الإجمالي 0.5% للعام المالي 2026/2025 بانخفاض من 1.1%. 

وحتى الآن كان الدولار أكبر ضحايا الحرب التجارية، إذ أثرت إجراءات الرئيس الأميركي المتقلبة على توقعات النمو وزعزعت الثقة.
 
وسجل الدولار أكبر انخفاض شهري له منذ عامين ونصف العام في إبريل/ نيسان. لكنه تعافى بعدما علق ترامب معظم هذه الرسوم ولمّح إلى إمكانية التوصل لاتفاقات مع دول، منها الصين، التي منيت بأعلى رسوم جمركية وصلت إلى 145%. 

وواصل الدولار مكاسبه، اليوم الخميس، ما دفع اليورو إلى الانخفاض بنحو 0.4% ليصل إلى أدنى مستوى له في أسبوعين عند 1.1288 دولار، وتراجع الجنيه الإسترليني بالنسبة ذاتها إلى 1.3280 دولار. 

وقال ريتشارد فرانولوفيتش، رئيس استراتيجية العملة في ويستباك بسيدني: "هناك تطورات، فنحن نمضي على مسار خفض التصعيد وهناك بعض التداولات التي تتأثر بذلك". 

وحوم الدولار الأسترالي حول 0.6391 دولار بعدما قللت بيانات التضخم التي جاءت أعلى قليلا من المتوقع من تكهنات تميل إلى التيسير النقدي. واستقر الدولار النيوزيلندي عند 0.5928 دولار.