خسائر الأسواق جراء رسوم ترامب تتجاوز 10 تريليونات دولار

 تتواصل خسائر الأسهم العالمية، حيث ارتفعت خسائر أسواق المال إلى 10 تريليونات دولار من 9.5 تريليونات دولار صباح يوم الاثنين، وفق وكالة بلومبيرغ. 

ومع تزايد المخاوف بشأن الركود التضخمي والتقلبات، واحتمالية تكبد المزيد من خسائر الأسهم، يبيع المستثمرون السندات طويلة الأجل ويشترون السندات قصيرة الأجل، مما يعني أن منحنى العائد سيستمر في الانحدار.

ووفق بلومبيرغ، اتسعت فروق أسعار السندات الحكومية عالميًّا، حيث تواصل خطط التعرفات الجمركية الأميركية تأجيج تقلبات السوق، مما تسبب في خسائر فادحة للأسهم العالمية بنحو 10 تريليونات دولار. 

وارتفع الفارق القياسي بين سندات الخزانة الأميركية لأجل 2 و10 سنوات إلى أكثر من 45 نقطة أساس اليوم الاثنين، وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من ثلاث سنوات، حيث حققت المحافظ والصناديق الاستثمارية أرباحًا من سندات الخزانة طويلة الأجل لتعويض خسائرها في الأسهم. 

ويمثل تداول يوم الاثنين استمرارًا للنشاط الذي بدأ أواخر يوم الجمعة، وفقًا لمتعاملين يتابعون التدفقات. 

ومع تجدد التهديدات بالتعرفات الجمركية والمخاوف من أن تؤدي الرسوم المفروضة إلى ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي، يمكن أن تتزايد خسائر الأسهم ومبيعات السندات طويلة الأجل، 

مما يدفع المستثمرين إلى التوجه نحو السندات قصيرة الأجل بحثًا عن الأمان، والتخلي عن السندات طويلة الأجل.
 
وقد يُفاقم عرض السندات طويلة الأجل، المُقرر طرحه لاحقًا هذا الأسبوع، من حدة ارتفاع الأسعار. 

ومن المُرجّح أن يُواصل تجار السندات الضغط على العوائد في محاولةٍ للحصول على تنازلاتٍ سعرية، بسبب مخاوف من انخفاض الطلب الأجنبي على سندات العشر سنوات والثلاثين عامًا، استجابةً لتصاعد الحرب التجارية.

 وقال الرئيس ترامب، اليوم الاثنين، إن الولايات المتحدة ستطبق رسومًا جمركية إضافية بنسبة 50% على الواردات من الصين إذا لم تسحب الدولة الآسيوية خطتها لفرض رسوم استيراد انتقامية بنسبة 34% على المنتجات الأميركية.

وفي منشور على تطبيق "تروث سوشيال" الخاص به، قال ترامب إن "أي دولة تنتقم من الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية إضافية، تتجاوز إساءة استخدامها الرسوم الجمركية القائمة منذ فترة طويلة ضد أمتنا، ستُقابل فورًا برسوم جمركية جديدة وأعلى بكثير، تتجاوز تلك التي فُرضت في البداية". 

وأضاف: "لذلك، إذا لم تتراجع الصين عن زيادتها البالغة 34%، التي فرضتها وعن انتهاكاتها التجارية طويلة الأمد، بحلول يوم غد، الموافق 8 إبريل/نيسان 2025، فستفرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية إضافية على الصين بنسبة 50%، اعتبارًا من 9 إبريل/نيسان".

وكان ترامب قد أعلن في 2 إبريل/نيسان الجاري، عمّا يُسمى بالرسوم الجمركية المتبادلة على الواردات من حوالي 90 دولة، بالإضافة إلى ضريبة عالمية بنسبة 10% تُطبق على جميع المنتجات المُصدّرة إلى الولايات المتحدة. 

ووصف الرئيس هذا الإعلان بأنه "يوم التحرير"، وقال إن الضرائب الجديدة ضرورية لتصحيح الاختلالات التجارية بين الولايات المتحدة ودول أخرى، بدءًا من الصين ووصولًا إلى أعضاء الاتحاد الأوروبي. 

وفي إطار خطة الإدارة الأميركية الشاملة للرسوم الجمركية، يواجه الاتحاد الأوروبي، المكون من 27 دولة، رسومًا جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم والسيارات.
 
عوائد السندات تتحول للارتفاع

وواصلت أسواق المال اضطرابها مع تصريحات ترامب، حيث تحولت عوائد السندات الأميركية للارتفاع خلال تعاملات الاثنين، في جلسة متقلبة بسبب تصاعد مخاطر الحرب التجارية، عقب تعهد "ترامب" بفرض رسوم جمركية إضافية ضد الصين. 

وصعد العائد على السندات العشرية الأميركية، العائد القياسي، بمقدار 13.7 نقطة أساس إلى 4.13%. 

وارتفع عائد نظيرتها لأجل عامين 3.3 نقاط إلى 3.701%، بعدما لامس في وقت سابق من التعاملات أدنى مستوى منذ سبتمبر 2022، وصعد عائد السندات لأجل 30 عاماً بمقدار 19 نقطة إلى 4.579%.
 
وترى شركة بحثية أميركية تراقب سياسات الاحتياط الفيدرالي من كثب، أن رئيس البنك المركزي، جيروم باول، تبنّى موقفًا متشددًا لم يلحظه الكثيرون خلال خطاب ألقاه يوم الجمعة. 

وقال تيم دوي، كبير الاقتصاديين الأميركيين في شركة "إس جي إتش ماكرو أدفيزورز" الأميركية: "توقعنا أن يميل باول إلى التشدد، لكنه ذهب أبعد من ذلك حتى مع انهيار الأسهم، وربما أغفل المشاركون في السوق فكرة رئيسية، وإن كانت مخيفة". 

واستخدم باول لهجة جديدة لوصف توقعات التضخم، حيث أشار إلى أن توقعات التضخم على المدى الطويل بدأت تُثير القلق، وليس فقط تلك التي تمتد لعام واحد.

وفي العالم العربي، أنهى مؤشر السوق السعودي جلسة اليوم الاثنين على ارتفاع بنسبة 1.1 % ليغلق عند 11194 نقطة (+ 117 نقطة)، وبتداولات نشطة بلغت قيمتها الإجمالية نحو 10.6 مليارات ريال هي الأعلى منذ ديسمبر 2024.

 وكان مؤشر السوق قد بدأ التعاملات اليوم على هبوط كبير تجاوز الـ400 نقطة ليسجل أدنى مستوى له اليوم عند 10657 نقطة، قبل أن يمحو هذه الخسائر ويغلق على ارتفاع.

 كما شهد السوق السعودي أمس، تراجعاً تجاوز الـ 800 نقطة. 

وشهدت الأسواق الآسيوية العاملة اليوم تراجعات كبيرة، كما تراجعت عقود أسعار النفط لليوم الثالث على التوالي، بسبب المخاوف من نشوب حرب تجارية عالمية وحدوث ركود اقتصادي بعد الرسوم الأميركية.