شركات الشحن تعاني ازدحام الموانئ بسبب اضطرابات البحر الأحمر

 تواجه خطوط شحن الحاويات العالمية صعوبات في التكيف مع الموانئ المزدحمة ونقص السفن مع استمرار الاضطرابات في البحر الأحمر للشهر الثالث.

وقال جيريمي نيكسون الرئيس التنفيذي لشركة "أوشن نتوورك إكسبريس" اليابانية لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أمس الثلاثاء، إن العديد من خطوط الشحن تواجه مشكلات في الجدولة.

وظهرت هذه المشكلة منذ أن دفعت الهجمات التي شنها الحوثيون في اليمن على السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية وغيرها المبحرة نحو إسرائيل معظم الشركات إلى التوقف عن استخدام الطريق الطبيعي من آسيا إلى أوروبا عبر البحر الأحمر ومن ثم قناة السويس المصرية.

وقال نيكسون إن هذا يعني أن السفن تصل بتكرار إلى الموانئ في الأيام التي لم يكن فيها جدول زمني محدد، مضيفاً: "يعاني الجميع عدم وضوح الجدول الزمني، فنواجه صراعات على الرسو في عدد من الموانئ".

وأضاف أن تحويل مسار السفن نحو رأس الرجاء الصالح ما بين 10 أيام إلى أسبوعين لكل رحلة بين آسيا وشمال أوروبا، عقّد إلى حد كبير مهمة خدمة بعض أجزاء العالم. وقال نيكسون إنه كان هناك أيضاً ضغط إضافي على الموانئ "المحورية" الرئيسية.

وأوضح أن "ما نراه هو زيادة الأحجام في الموانئ المحورية في آسيا والموانئ المحورية في البحر الأبيض المتوسط"، مشيراً إلى سنغافورة ودبي والموانئ المحيطة بمضيق جبل طارق، باعتبارها شهدت زيادات حادة.

ومع ذلك، قلل من أهمية التلميحات إلى أن الصناعة تعاني مشكلة الطاقة الفائضة، مضيفاً أن خطه الذي يشغل سادس أكبر أسطول من سفن الحاويات في العالم، لديه عدد قليل جداً من السفن للحفاظ على خدماته الأسبوعية العادية.

وكان فينسنت كليرك الرئيس التنفيذي لشركة "ميرسك" الدنماركية المشغلة لثاني أكبر أسطول لسفن الحاويات في العالم، قد حذر مؤخراً من أن الطاقة الفائضة في الصناعة من شأنها أن تضع أرباح الشركة "تحت الضغط".

ومن المتوقع أن تنمو سعة الأسطول العالمي بنحو 8% في عام 2024، وهو أسرع من نمو الطلب المتوقع البالغ نحو 3%. وتعمل السعة الزائدة على خفض الأسعار التي يمكن أن تفرضها الخطوط على العملاء.

لكن الرئيس التنفيذي لشركة "أوشن نتوورك إكسبريس" قال: "لا أؤيد الرأي القائل بوجود فائض كبير في المعروض في صناعة شحن الحاويات". وأضاف أنه خلال عمليات التحويل الحالية في البحر الأحمر، كان خطه يعاني نقصاً في السفن.

وأشار إلى أن الوقت المطلوب لمدة 102 يوم لإكمال حلقة بين آسيا وشمال أوروبا والعودة عبر رأس الرجاء الصالح يعني أن الخط يحتاج إلى نشر 16 سفينة لخدمة أسبوعية، بدلاً من 12 سفينة عادية.

ولفت إلى أن السفن تسير أسرع بنسبة تتراوح بين 10% و15% لمحاولة تقليل التأخير، ورغم ذلك فإن هذا الأمر لا يعوض تماماً. وقال: "ببساطة لا يوجد ما يكفي من السفن المتاحة على مستوى العالم" لتغطية أوقات العبور الأطول بكثير.