إذاعة تعز تستأنف بثها بعد سنوات من التوقف

 أعلنت إذاعة تعز، أمس الثلاثاء، استئناف بثها التجريبي على التردد 96.6 FM، بعد سنوات من التوقف بسبب الحرب والأضرار التي لحقت بمبناها ومعدّاتها.

وقال مدير فرع المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون في تعز ومدير عام إذاعة تعز، أحمد شوقي أحمد، إن البث لا يزال تجريبياً وليس رسمياً، وتقتصر ساعاته على ثماني ساعات يومياً. 

وأوضح أن الإذاعة تبث عبر موجة FM، ويقتصر مدى البث على أحياء المدينة بسبب الاعتماد على الجهود الذاتية، نتيجة تفخيخ وتفجير مباني الإذاعة والتلفزيون في تعز من قِبل المليشيات الحوثية، ونهب جميع معداتها التي تُقدّر قيمتها بملايين الدولارات، بما في ذلك أبراج البث العملاقة، 

فضلًا عن العوائق الجغرافية التي تجعل توسيع مدى البث بحاجة إلى موارد مالية ضخمة.

وأضاف أن ودعة إذاعة تعز "بالغة الأهمية، كون المدينة كانت رأس الحربة في مواجهة المشروع الكهنوتي السلالي الحوثي، وكانت أول مدينة تحدّت مليشيا الحوثيين، وخرج أبناؤها في مواجهتهم رغم أنهم لم يكونوا مستعدين للحرب، وتحملوا الظروف الصعبة والحصار. 

لذلك، لتَعِز رمزية خاصة وتاريخية في مواجهة الكهنوت الإمامي، وفي دعم الجمهورية، وإشعال شرارة الثورات ضد الإمامة".
 
وأشار إلى أن إذاعة تعز تعود اليوم لتكون إحدى النماذج الرئيسية والمهمة للإعلام الرسمي، مؤكداً أن "الهدف هو أن تكون إذاعة وطنية لا محلية فحسب، تتصدى للمشروع الحوثي، وتدعم الوئام والتوافق الداخلي بين القوى والمكونات الشرعية، وتعزّز العلاقات والتحالفات مع دول الجوار. 

كما تهدف الإذاعة إلى دعم مشروع الدولة اليمنية والشرعية وتعزيز حضورها الإعلامي في الداخل، إضافة إلى تقوية التماسك الاجتماعي والسياسي بين الفئات اليمنية".

وكان مقر إذاعة تعز قد تعرّض، في ديسمبر/كانون الأول 2015، للتدمير وإحراق أرشيفها على يد الحوثيين خلال الحرب في المدينة، وذلك بعد توقفها لأشهر منذ بدء المعارك في مارس/آذار من العام نفسه. 

وتوقفت إذاعة تعز عن البث نهائياً في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، بعد تعرّض مقرها لأضرار جسيمة نتيجة القصف والنهب، عقب انقلاب جماعة الحوثيين على الدولة.
 
وتعرضت مقدرات الإذاعة للتدمير الكامل على يد الحوثيين، بما في ذلك تفجير مقراتها، وتدمير أبراج البث، والأرشيف الضخم، والاستديوهات، والكاميرات، ومحطات وأجهزة الإنتاج، وكل ما تمتلكه من إمكانات تقنية، ليُعاد اليوم إطلاق بث الإذاعة وبناؤها من الصفر.

وتُعد إذاعة تعز من أقدم الإذاعات في اليمن، حيث تأسست في يوليو/تموز 1964، وكانت واحدة من أبرز الإذاعات اليمنية التي لعبت دوراً محورياً في مسيرة النضال الوطني في مختلف المراحل، لا سيما دعم الثوار في جنوب الوطن ضد الاستعمار البريطاني حتى نيل الاستقلال في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 1967.