Logo

مخاطر بيئة متعاظمة تهدد سقطرى بخروجها من قائمة التراث العالمي

 تتعرض البيئة السقطرية، لمخاطر متعاظمة وتحديات تهدد بخروجها من قائمة التراث العالمي، في ظل دعوات وتحذيرات محلية وأخرى أطلقها مختصون في البيئة للمحافظة على التراث البيئي في الأرخبيل الكائن على المحيط الهندي ..
 
وقالت مصادر محلية إن البيئة السقطرية تعرضت خلال الأشهر والسنوات الماضية لسلسلة من الانتهاكات، وحذر أبناء سقطرى ومختصون في مجال البيئة من تبعات الإنتهاكات التي تطال البيئة السقطرية، الأمر الذي يهدد بإزلتها من قائمة التراث العالمي.
 
وتتواجد منذ أيام، في أرخبيل سقطرى، البعثة الدولية المشتركة للرقابة والاستجابة والمشكلة من قبل اليونسكو UNESCO والاتحاد الدولية للحفاظ على البيئة IUCN، لتفقد أوضاع الجزيرة، وذلك بالتنسيق مع الوفد الدائم للجمهورية اليمنية لدى اليونسكو، والهيئة العامة لحماية البيئة، ومحافظة سقطرى، ومكتب اليونسكو الإقليمي في الدوحة، وتنفيذاً لقرار لجنة التراث العالمي في دورتها الأخيرة التي انعقدت في العاصمة الهندية نيودلهي العام الماضي.
 
ويشارك ‏ في البعثة المتواجدة في سقطرى، صلاح خالد المدير الاقليمي لليونسكو ورسول سمادوف من مكتب اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن، وسوزانا كاري، ضابطة مشاريع، مركز التراث العالمي وطارق مصطفى أبو الهوى، خبير في الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.

حذر يمنيون بينهم خبراء من كارثة تهدد بإخراج جزيرة أرخبيل "سقطرى" من قائمة التراث العالمي، تزامنا مع زيارة لجنة ميدانية استقصائية لمنظمة اليونسكو للتراث العالمي التابعة للأمم، التي وصلت الثلاثاء، إلى أرخبيل سقطرى اليمني، لتقييم أوضاعه والتحقيق في الانتهاكات البيئية والعسكرية التي تشهدها المحمية الطبيعية المصنفة ضمن التراث العالمي منذ عام 2008م.
 
وحسب مراقبون فإن زيارة اللجنة جاءت نتيجة تقارير عن استمرار تدهور التنوع البيئي الفريد في الجزيرة، التي تتعرض للتدمير الممنهج .
 
ومن المقرر أن تبدأ اللجنة بإجراء مسوحات ميدانية شاملة لتقييم الأضرار التي لحقت بالنظام البيئي الفريد في سقطرى، على خلفية عمليات الاستحداث والتعدي في المحميات الطبيعية والسواحل المحمية، والتي قد تدفع المنظمة إلى شطب الأرخبيل من قائمة التراث العالمي، بعد تحذيرات سابقة بهذا الشأن.
 
وسبق للمنظمة الأممية أن حذرت، قبل أشهر، من إسقاط الأرخبيل من قائمة التراث العالمي لليونسكو، بعد رصد انتهاكات واستحداثات بشرية وعسكرية في مكوناتها الطبيعية، على يد مؤسسات إماراتية تنشط تحت عناوين الأعمال الخيرية والإغاثية.
 
الزيارة تأتي في ظل قلق واسع ومخاوف متزايدة من أبناء سقطرى والمهتمين بالشأن البيئي من أن تؤدي نتائج تقييم لجنة اليونسكو إلى قرارات سلبية، خاصة مع ما تشهده بعض المحميات الطبيعية من تجاوزات وصفت بالخطيرة.
 
مندوب اليمن لدى اليونسكو محمد جميح قال إن" البعثة الدولية المشتركة للرقابة والاستجابة والمشكلة من قبل اليونسكو UNESCO والاتحاد الدولية للحفاظ على البيئة IUCN، وصلت سقطرى لتفقد أوضاع الجزيرة.
 
‏وذكر جميح أن زيارة اللجنة تأتي بالتنسيق مع الوفد الدائم للجمهورية اليمنية لدى اليونسكو، والهيئة العامة لحماية البيئة، ومحافظة سقطرى، ومكتب اليونسكو الإقليمي في الدوحة، وتنفيذاً لقرار لجنة التراث العالمي في دورتها الأخيرة التي انعقدت في العاصمة الهندية نيودلهي العام الماضي.
 
‏وأكد جميح أن حماية جزيرة سقطرى مسؤولية الحكومة اليمنية والسلطات المحلية، كما هي مسؤولية اليونسكو، باعتبار سقطرى محمية دولية على قائمة اليونسكو للتراث الطبيعي العالمي.
 
‏وأشار السفير اليمني إلى أن أية انتهاكات تقدم عليها أي جهة ستتحمل الجهة المعنية المسؤولية أمام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، والهيئات الدولية المعنية.
 
‏ووفقا لجميح يشارك في البعثة: صلاح خالد - المدير الاقليمي لليونسكو ورسول سمادوف من مكتب اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن، وسوزانا كاري، ضابطة مشاريع، مركز التراث العالمي وطارق مصطفى أبو الهوى، خبير في الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
 
‏وأعرب سفير اليمن لدى اليونسكو عن أمله بأن تكلل جهود الجميع بالنجاح لصالح الجزيرة، ومن أجل حماية تراثها الطبيعي من الانتهاكات، والحيلولة دون وضعها على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر.
 
وفي السياق ذاته وجّه أبناء وشباب أرخبيل سقطرى نداءً عاجلاً إلى (اليونسكو)، مطالبين بالحفاظ على جزيرتهم ضمن قائمة التراث العالمي، في ظل ما تتعرض له من تهديدات بيئية وتدخلات بشرية قد تقوض مكانتها الطبيعية والثقافية الفريدة.
 
وقال أبناء الأرخبيل -في بيان صادر عنهم- إن سقطرى تمثل "جوهرة بيئية وثقافية نادرة"، تتميز بتنوعها الحيوي الفريد ونباتاتها النادرة وتراثها الشعبي العريق، ما يجعلها واحدة من أبرز الجزر في العالم من حيث الثراء الطبيعي والثقافي.
 
وأكد البيان أن إدراج سقطرى ضمن قائمة التراث العالمي لم يكن مجرد تصنيف فني، بل هو اعتراف أممي بأهمية الجزيرة كإرث إنساني مشترك، يجب حمايته وضمان استدامته للأجيال القادمة.
 
ودعا شباب الأرخبيل اليونسكو وكافة الجهات الدولية المعنية بالبيئة والتراث إلى الوقوف إلى جانبهم لحماية الجزيرة من التدهور والتجريف، متعهدين بمواصلة دورهم كـ"حراس أوفياء" لسقطرى، شريطة أن تحظى جهودهم بالدعم الدولي اللازم.
 
وقالت مصادر متطابقة إن محافظ سقطرى رأفت الثقلي، المحسوب على المجلس الانتقالي الموالي للإمارات، قطع إجازته في أبوظبي وعاد إلى الجزيرة بعد أيام من مغادرتها، في محاولة منه لما وصفته المصادر بـ “احتواء الأضرار وتبرير الوضع الكارثي”.
 
وأفادت المصادر أن الإمارات قامت بتشكيل لجنة عليا مما يسمى (الديوان الأميري) إلى سقطرى في خطوة "تهدف إلى احتواء الملاحظات الكارثية بحق التنوع البيئي من قبل لجنة اليونسكو، 

مشيرة إلى أن السلطات الأمنية والعسكرية الموالية للإمارات منعت لجنة اليونسكو من الوصول إلى "مناطق حساسة"، وأن تحركاتها اقتصرت على أماكن محددة.
 
والأربعاء التقى محافظ سقطرى، الثقلي، بفريق لجنة (اليونسكو) وذلك في إطار زيارة الفريق لموقع الأرخبيل المدرج على قائمة التراث العالمي.
 
وقال مكتب المحافظ إن الثقلي استعرض مع اللجنة جهود السلطة المحلية في حماية التنوع البيولوجي والبيئة الطبيعية للأرخبيل، 

مشيراً إلى التحديات الكبيرة التي تواجه سقطرى، في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، والتغيرات المناخية الحادة التي تسببت في انجراف التربة وفقدان التنوع الحيوي، منه سقوط عدد كبير من أشجار دم الاخوين.
 
من جهتهم، أعرب أعضاء الفريق الزائر عن سعادتهم بزيارة الأرخبيل، مشيدين بالتزام المجتمع المحلي بالحفاظ على بيئة الجزيرة رغم التحديات القائمة. 

كما أكدوا أن الزيارة تهدف إلى تقييم الوضع البيئي والاطلاع على الجهود المبذولة للحفاظ على القيمة العالمية لموقع سقطرى، مؤكدين استعداد منظمة اليونسكو لتقديم الدعم اللازم في هذا الإطار.
 
رئيس مركز سقطرى للدراسات الإنسانية والاستراتيجية، د فهد كفاين، قال إنه منذ إعلان اليونسكو في شهر يوليو 2008 رسميا انضمام أرخبيل سقطرى إلى قائمة التراث الانساني العالمي ضمن قائمة المحميات الطبيعية العالمية، ظل الدعم الدولي والمحلي محدودًا،

 ولم تشهد سقطرى دعما وتطويرًا حقيقيًا للبنية التحتية البيئية بما يتناسب مع مكانتها العالمية.
 
وأضاف "كان التعاطي مع هذ القرار على الصعيد الوطني ضعيفا ولم تقدم الدولة برنامجا مواكبا لهذ التطور رغم ما بذل من محاولات ورغم ما تم رصده من دعم خارجي حينها"، كما كان التعاطي الدولي مع القرار أقل بكثير مما كان متوقعا. 

ناهيك عن قصور الإدارة المحلية عن استيعاب أهمية القرار ومواكبته واستغلال ما كان متاحا من الفرص حينها".
 
وتابع كفاين "خلال 17 سنة مضت من إعلان ذلك القرار شهد الأرخبيل متغيرات كثيرة ومؤثرة وخاصة في العشر سنوات الأخيرة تضمنت تغير مناخي واضطراب سياسي انعكست آثارها على الجزر بصورة عامة والطبيعة والبيئة خاصة ، 

انخفض خلالها مستوى التدابير المتعلقة بالصون والرقابة وساهمت الأنشطة السكانية واستخدام الموارد الطبيعية بتزايد دون انضباط في الضغط على البيئة".