مونديال 2018: كولومبيا تنعش امالها وتخرج بولندا من البطولة
أنعش المنتخب الكولومبي لكرة القدم آماله في التأهل الى الدور ثمن النهائي بفوزه المستحق على نظيره البولندي 3-صفر الاحد في قازان، وذلك في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثامنة لمونديال روسيا.
وتدين كولومبيا بانتصارها الى صانع العابها هداف النسخة الاخيرة خاميس رودريغيز الذي صنع الهدفين الاول والثالث لييري مينا (40) وخوان كوادرادو (75)، فيما سجل راداميل فالكاو الثاني (70).
وعوضت كولومبيا خسارتها المباراة الاولى امام اليابان 1-2 واقتنصت فوزا غاليا اعادها الى المنافسة على احدى بطاقتي المجموعة، كونها باتت تتخلف بفارق نقطة واحدة عن اليابان والسنغال اللذين تعادلا 2-2 في وقت سابق اليوم.
وتخوض كولومبيا مباراة حاسمة في الجولة الاخيرة امام السنغال الخميس المقبل، وهي بحاجة الى الفوز لحجز بطاقتها الى الدور الثاني للمرة الثانية تواليا والثالثة في مشاركتها الخامسة في تاريخها. كما ان التعادل قد يكفيها شرط خسارة اليابان امام بولندا لانها تتفوق بفارق الاهداف على المنتخب الاسيوي.
وكانت كولومبيا فاجأت العالم في النسخة الاخيرة ببلوغها الدور ربع النهائي قبل ان تخرج على يد البرازيل المضيفة 1-2.
في المقابل، ودعت بولندا النهائيات بتعرضها للخسارة الثانية تواليا، بعد الاولى امام السنغال 1-2 في الجولة الاولى، وتبخرت بالتالي آمالها في استعادة أمجاد الماضي وتكرار سيناريو 1974 و1982 حين حلت ثالثة.
وقال مدرب بولندا آدم نافالكا "لقد أعطى لاعبو فريقي كل شيء حتى النهاية، لكن يجب أن أعترف بأننا خسرنا أمام منتخب قوي جدا ويجب علينا تقبل ذلك، رغم أنه في رأيي، كانت الكفة متوازنة حتى الهدف الاول"، مضيفا "حاولنا ادراك التعادل، وخلقنا فرصا، لكنهم قضوا علينا بهدفين من هجمتين مرتدتين. كنا نعرف أن كولومبيا كانت منافسا مرعبا، مع لاعبين ممتازين في الأندية الأوروبية الكبيرة. بالتأكيد أن خطتنا لم تنجح، لقد سيطروا علينا إلى حد كبير".
وباتت بولندا اول منتخب اوروبي يودع المونديال الحالي.
وقبل مواجهتهما اليوم، التقى المنتخبان 5 مرات وديا بين 1980 و2006، ففازت بولندا في اول مواجهتين ثم كولومبيا في الثلاث الاخيرة.
-عودة ساحرة-
وكان لعودة خاميس رودريغيز الى التشكيلة الاساسية لمنتخب بلاده مفعول "السحر" لانه تألق بشكل لافت وكانت له اليد الطولى في الانتصار، بعدما اكتفى بـ 31 دقيقة في المباراة الاولى امام اليابان عندما دخل بديلا بسبب عدم تعافيه التام من اصابة في ربلة الساق.
وهو الهدف الرابع الذي يصنعه خاميس رودريغيز في مبارياته السبع مع منتخب بلاده في العرس العالمي، اضافة الى 6 اهداف توج بها هدافا للنسخة الاخيرة في البرازيل.
وأكدت كولومبيا اليوم أنه لولا النقص العددي المبكر الذي تعرضت له امام اليابان بطرد لاعب وسطها كارلوس سانشيس (4) حيث اضطر مدربها الارجنتيني خوسيه بيكرمان الى اخراج كوادرادو لتعزيز خط الوسط، لكانت النتيجة مغايرة.
وأهدى بيكرمان الفوز الى لاعب الوسط سانشيس الذي طرد في المباراة الاولى وتلقى تهديدات بالقتل بحسب وسائل الاعلام المحلية، وقال "نهدي هذا الفوز الى كارلوس سانشيس الذي عاش اياما عصيبة في الاونة الاخيرة. اريد ونريد ان نتقاسم الفرحة معه. اقول ذلك شخصيا ولكنه احساس شعرت به لدى الفريق بأكمله".
وأعادت التهديدات الى الذاكرة مصرع الدولي الكولومبي اندريس إسكوبار عقب تسجيله بالخطأ في مرمى منتخب بلاده في المباراة ضد الولايات المتحدة في مونديال 1994 عندما خرجت من الدور الاول.
ورفض بيكرمان تأكيد التقارير الصحافية، وقال "لقد تلقينا معلومات معينة، لكن لا يمكنني تأكيد أي شيء. تأثر اللاعب بشدة بهذه المسألة".
وشكلت المباراة مواجهة بين لاعبي بايرن ميونيخ الالماني صانع الالعاب خاميس رودريغيز والمهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي.
أجرى بيكرمان 4 تبديلات على تشكيلته حيث دفع بخاميس رودريغيز ومدافع برشلونة الاسباني ييري مينا وابل اغيلار وويلمار باريوس مكان كارلوس سانشيس الموقوف وأوسكار موريو وجيفرسون ليرما وخوسيه هريبيرتو إسكييردو.
من جهته، اجرى مدرب بولندا ادم نافالكا 4 تعديلات، فدفع بيان بيدناريك وياسيك غورالسكي وبارتوش بيريشينسكي ودافيد كوفنساكي مكان تياغو شيونيك وياكوب بلاشيكوفسكي وكاميل غروزيسكي واركاديوس ميليك.
-اندفاع بدني-
واتسمت بداية المباراة باندفاع بدني من المنتخبين، ودفع لاعب وسط كولومبيا اغيلار الثمن باصابته في عضلات الحالبين ليترك مكانه لماتيوس أوريبي (32).
وغابت الفرص على المرميين وكانت اولها كولومبية في الدقيقة 37 عندما توغل جناح يوفنتوس الايطالي كوادرادو داخل المنطقة وتلاعب بمدافعين ومرر كرة قوية من مسافة قريبة ابعدها حارس مرماه في فريق "السيدة العجوز" فوسييتش تشيسني ببراعة الى ركنية لم تثمر.
ونجحت كولومبيا في افتتاح التسجيل عبر مينا بضربة رأسية من مسافة قريبة طار لها عاليا اثر تمريرة من خاميس رودريغيز فتابعها دون مراقبة داخل المرمى (40).
ولم تختلف الامور في الشوط الثاني، وسدد خوان كينتيرو كرة قوية من خارج المنطقة بجوار القائم الايسر (51).
واهدر ليفاندوفسكي فرصة ادراك التعادل عندما تلقى كرة طويلة داخل المنطقة فهيأها لنفسه وسددها بيسراه قوية في جسم الحارس دافيد اوسبينا (58).
وعزز فالكاو تقدم كولومبيا عندما تلقى كرة على طبق من ذهب من كينتيرو داخل المنطقة فلعبها بخارج قدمه اليمنى على يمين الحارس تشيسني (70).
وهو الهدف الاول لفالكاو في ثاني مباراة له في المونديال بعدما غاب عن النسخة الاخيرة في البرازيل بسبب الاصابة.
وقال فالكاو "تسجيل هدف مثل هذا، حلم، حلمت بذلك منذ كنت صغيرا. أنا سعيد بالفوز، بسلوك الفريق، بجميع اللاعبين وبالتأكيد بهذا الهدف الذي كنت أنتظره منذ فترة طويلة جدا جدا".
ووجه كوادرادو الضربة القاضية للبولنديين عندما تلقى كرة في العمق من نجم المباراة خاميس رودريغيز فانطلق بسرعة قبل ان يتوغل داخل المنطقة ويسددها قوية بيمناه على يسار الحارس تشيسني (75).
وأنقذ اوسبينا مرماه من هدف الشرف البولندي بابعاده تسديدة ليفاندوفسكي من خارج المنطقة الى ركنية (88).