Logo

سعوديات يتجولن بسياراتهن بحرية للمرة الاولى في تاريخ المملكة

الرأي الثالث - فرنس برس

قادت نساء سعوديات سياراتهن بكل حرية الاحد في شوارع عدد من المدن للمرة الاولى في تاريخ المملكة، في خطوة اصلاحية تاريخية قد تشكل بداية مرحلة جديدة من المرونة الاجتماعية في هذا البلد المحافظ .

ويعتبر السماح بقيادة السيارة بعد سلسلة توقيفات طالت ناشطات سعوديات في مجال حقوق الانسان، أبرز التغييرات الاجتماعية التي تشهدها المملكة منذ تسلم ولي العهد الشاب الامير محمد بن سلمان منصبه قبل عام.

وكانت السعودية حتى منتصف ليل السبت الاحد بالتوقيت المحلي، البلد الوحيد في العالم الذي يمنع النساء من قيادة السيارات. وعلى مدى عقود، قال رجال دين متشددون في المملكة ان السماح للنساء بقيادة السيارة "معصية"، وان المرأة ينقصها الذكاء لممارسة حقها هذا.

لكن هيئة كبار العلماء السعودية اكدت في تغريدة الاحد ان "ولاة الامر- أيدهم الله- اتخذوا قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة، ناء على ما رأوه من المصالح الراجحة في هذا الموضوع، وبعد أن أخذوا برأي أغلبية أعضاء هيئة كبار العلماء الذين أفادوا بأن الأصل الإباحة".

وكان ينظر الى المنع على انه أكثر الاجراءات قمعا للمرأة، وسيؤدي رفعه الى تغيير كبير في الحياة اليومية للنساء اللواتي لن يعدن بحاجة الى سائقين ذكور للتنقل وسيسمح بتوفير الأموال التي كانت تدفع لهؤلاء السائقين.

وكتبت الناشطة هالة الدوسري على حسابها على موقع تويتر "البهجة والثقة والفخر الذي ابدته النساء السعوديات اللواتي قدن السيارة للمرة الاولى في بلادهن، دون خوف من الاعتقال جعل الدموع تنهمر من عيني"، مشيدة بالناشطات السعوديات المعتقلات.

واضافت "انا سعيدة ومرتاحة (...) الفتيات في السعودية سيعشن حرية اكبر قليلا من امهاتهن".

وفور بدء تطبيق القرار، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى شاشات القنوات السعودية صور النساء وهن يقدن في شوارع المملكة.

ونشر الملياردير السعودي الامير الوليد بن طلال تسجيلا مصورا على حسابه على تويتر وهو يجلس في سيارة الى جانب ابنته ريم التي كانت تقود سيارة. وقال "المرأة الآن انطلقت وأخذت حريتها".

وصفّق شبان وقفوا على جانب الطريق في أحد شوارع الرياض لسيدات وهن يعبرن بسياراتهن، بينما قام رجال المرور في جدة بتوزيع الورود على سائقات.

وكانت المملكة بدأت في حزيران/يونيو الحالي بإصدار رخص القيادة للنساء للمرة الاولى منذ عقود، وقامت النساء اللواتي يمتلكن رخصة قيادة دولية باستبدالها برخصة سعودية.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية دون أن يحدد عدد التراخيص التي صدرت بالفعل، أن 120 ألف امرأة على الاقل تقدمن بطلبات للحصول على رخصة قيادة.

وتشير شركة "برايس واتر هاوس كوبرز" للاستشارات الى ان عدد السعوديات اللواتي سيمتلكن رخص قيادة بحلول عام 2020 قد يصل الى ثلاثة ملايين.

وسمحت السلطات، منذ صدور القرار الملكي القاضي بالسماح في ايلول/سبتمبر الماضي، بفتح معاهد تعليم قيادة السيارات والدراجات النارية.

- اسلام معتدل -

يرى خبراء ان القرار جاء نتيجة الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها المملكة بسبب تراجع اسعار النفط. وتقدّر وكالة بلومبرغ المالية ان الخطوة ستساهم في إضافة تسعين مليار دولار الى الناتج الاقتصادي بحلول عام 2030.

لكن النساء اللواتي يرغبن بقيادة السيارات يتخوفن من ان يصبحن عرضة لهجمات من المحافظين، في دولة يمارس فيها الاقارب الذكور -- الاب او الزوج او غيرهم من الذكور -- الوصاية على النساء من خلال نظام "ولاية الرجل".

وتمهيدا لالغاء منع قيادة السيارات، قامت السعودية بإقرار قانون يعاقب من يدان بالتحرش بالنساء بالسجن لمدة يمكن ان تصل الى خمس سنوات ودفع غرامة قدرها 300 الف ريال (80 ألف دولار).

والسماح للنساء بقيادة السيارات في المملكة سبقته خطوات اصلاحية اجتماعية عديدة، بينها اعادة فتح دور السينما واقامة فاعليات موسيقية مختلطة، ضمن حملة تغييرات قال ولي العهد انها تهدف الى اعادة المملكة للاسلام المعتدل.