ترامب يعلن الثلاثاء قراره بشأن الاتفاق النووي الايراني
الرأي الثالث - فرنس برس
يعلن الرئيس دونالد ترامب الثلاثاء في الساعة 14,00 (18,00 ت غ) ما اذا كانت بلاده ستواصل الالتزام بالاتفاق النووي الايراني ام ستنسحب منه، في قرار منتظر بشدة ويرجّح ان تكون تداعياته بالغة الخطورة إذا ما قرّر الملياردير الجمهوري تنفيذ أحد أبرز وعوده الانتخابية بـ"تمزيق" الاتفاق.
وسبق ان ندد ترامب بشدة بهذا الاتفاق "السيئ" متوعدا بـ"تمزيقه"، لكن الدول الغربية الحليفة لواشنطن تحاول منذ اسابيع اقناعه بعدم الانسحاب منه، وما اعلان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون خلال زيارة الى واشنطن الاثنين بأن مطالب الرئيس الاميركي في ما يتصل بالاتفاق النووي الايراني "مشروعة"، إلا محاولة اوروبية اخيرة لاقناعه بعدم الانسحاب من الاتفاق.
وكتب الرئيس الاميركي في تغريدة على تويتر "سأعلن عن قراري بشأن الاتفاق الايراني غدا من البيت الابيض في الساعة 14,00 (18,00 ت غ)".
ومن المرجح ان يعلن الرئيس الاميركي الثلاثاء فرض العقوبات مجددا على ايران اذا اعتبر ان الحلول التي تم التفاوض في شانها مع الاوروبيين غير كافية لـ"تشديد" مضمون الاتفاق الذي وقعته طهران العام 2015 في فيينا مع الدول الاوروبية الثلاث المذكورة اضافة الى الولايات المتحدة والصين وروسيا، وذلك قبل تولي ترامب الرئاسة.
وأتت تغريدة ترامب بعيد اعلان وزير الخارجية البريطاني بان مطالب الرئيس الاميركي في ما يتصل بالاتفاق النووي مع ايران "مشروعة".
في موازاة ذلك دعا وزيرا الخارجية الفرنسي والالماني جان ايف لودريان وهايكو ماس في ختام اجتماع في برلين الولايات المتحدة الى البقاء في الاتفاق، معتبرين انه افضل وسيلة "لتفادي حصول ايران على السلاح النووي".
وامهل ترامب الاوروبيين حتى 12 ايار/مايو للتوصل الى نص جديد يصحح "الثغرات الرهيبة" الواردة في الاتفاق مع طهران، والا فان واشنطن ستنسحب منه.
وقال جونسون الاثنين قبيل لقائه نظيره الاميركي مايك بومبيو ثم نائب الرئيس مايك بنس "من حق الرئيس ان يرى ثغرات في الاتفاق" وان "ينبّه الى هذا الامر".
واضاف ان قلق ترامب "مشروع" وقد "شكّل تحديا للعالم" وذلك في مقابلة مع فوكس نيوز، الشبكة التلفزيونية الاخبارية المفضّلة لدى الرئيس الجمهوري.
لكنه تدارك "نعتقد اننا يمكن ان نكون اكثر تشددا مع ايران وان نتعامل مع قلق الرئيس" من دون التخلي عن الاتفاق، لافتا الى ان "الخطة البديلة لا يبدو انه تمت بلورتها حتى الان".
- تشديد القيود بدل كسرها -
وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون زار واشنطن قبل اسبوعين في محاولة لاقناع نظيره الاميركي بعدم التخلي عن الاتفاق مقترحا في الوقت نفسه التفاوض مع ايران حول "اتفاق جديد" يأخذ القلق الاميركي في الاعتبار. وايدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل هذا الموقف بعدها بايام.
كذلك، اعتبر جونسون في مقال صدر في صحيفة نيويورك تايمز انه "في هذا الظرف الدقيق سيكون من الخطأ الابتعاد عن الاتفاق النووي وازالة القيود المفروضة على ايران".
وقال الوزير البريطاني ان الاتفاق ينص على مراقبة اكبر للمنشآت النووية الايرانية و"يزيد من امكان رصد اي محاولة لصنع سلاح".
وكتب جونسون "الان ومع هذه القيود الراهنة، لا ارى ميزة محتملة في ازالتها. وحدها ايران ستستفيد من التخلي عن هذه القيود على برنامجها النووي" مشددا على ان "الخط الافضل هو تشديد هذه القيود بدلا من كسرها".
من جهته قال وزير الخارجية الفرنسي في اثناء لقائه نظيره الالماني "نحن مصممون تماما على انقاذ هذا الاتفاق لانه يقينا من الانتشار النووي ويشكل الوسيلة الجيدة لتفادي حصول ايران على السلاح النووي".
واكد الوزير الالماني ان الاتفاق "يجعل العالم اكثر امانا وبدونه سيكون اقل امانا".
واضاف "ونخشى ان يؤدي الفشل الى تصعيد" في الشرق الاوسط.
واكد الوزيران الفرنسي والالماني رغبتهما باي ثمن في الحفاظ على الاطار القائم الذي تم التفاوض بشأنه مع طهران.
وقال لودريان "ننوي الاستمرار في الالتزام به مهما كان القرار الاميركي".
وتبقى معرفة ما ستفعله ايران في حال انسحاب واشنطن من الاتفاق.
ويتبنى عتاة المحافظين في ايران موقفا بالغ التشدد. وقال مستشار لمرشد الجمهورية آية الله علي خامئي الخميس ان ايران ستنسحب من الاتفاق اذا نفذت واشنطن تهديدها.
لكن الرئيس الايراني حسن روحاني اكد الاثنين ان بلاده يمكن ان تبقى في الاتفاق النووي الايراني حتى اذا قررت الولايات المتحدة الانسحاب منه شرط ان يضمن الاطراف الاخرون تحقيق اهداف طهران.
وقال روحاني "إما ان تتحقق أهدافنا من الاتفاق النووي بضمان من الاطراف غير الاميركيين، واما لا تكون الحال كذلك ونتابع طريقنا" بحسب ما اوردت الرئاسة الايرانية على موقعها الالكتروني.
وكان روحاني اعلن الاحد ان واشنطن ستندم "ندما تاريخيا" اذا انسحبت من الاتفاق كما يهدد ترامب منذ اشهر.