
«هدنة غزة»... «تفاهمات جديدة» تدفع المفاوضات
الرأي الثالث - وكالات
أكَّدت مصادرُ إسرائيلية وفلسطينية، حدوثَ «تفاهمات» على طاولة المفاوضات الدائرة منذ نحو أسبوعين في الدوحة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، قد تدفع بها إلى الأمام، وسط حديث عن مرونة من حكومة بنيامين نتنياهو، لا سيما في ملف الانسحابات.
مصدر من حركة «حماس» إنَّ التفاهمات تشمل «مقاربات جديدة تقرب من اتفاق»، وتعطي دفعة للمفاوضات، خاصة أنَّ بند الانسحابات كان الأكثر خلافاً بين الطرفين.
وفي وقت باتت المجاعة تفتك بسكان غزة مع حدوث وفيات بسبب سوء التغذية وارتفاع نسبة البطالة إلى أكثر من 85 في المائة، أغلق فلسطينيون غاضبون، الجمعة، غالبية الأسواق الرئيسية في مدينة غزة بعد أن هاجموها، وأجبروا أصحاب المحال والبسطات على مغادرة الأسواق ببضائعهم، بفعل الارتفاع الجنوني للأسعار.
بالمقابل يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة على قطاع غزة المحاصر، حيث ارتكب صباح اليوم السبت، مجزرة جديدة قرب مركزي توزيع مساعدات في خانيونس ورفح جنوبي القطاع، أدت إلى استشهاد العشرات. وتستمر معاناة الفلسطينيين في ظل حرب التجويع والحصار،
حيث أفادت وزارة الصحة في غزة، أمس الجمعة، بأنّ أعداداً غير مسبوقة من المواطنين المجوعين من كافة الأعمار تصل إلى أقسام الطوارئ في حالة إجهاد وإعياء شديدين.
وقالت الوزارة في بيان: "أعداد غير مسبوقة من المواطنين المجوعين من كافة الأعمار تصل إلى أقسام الطوارئ في حالة إجهاد ووإعياء شديدين"، وحذرة من أن "المئات من الذين نحلت أجسادهم سيكونون عرضة للموت المحتم، نتيجة الجوع وتخطي قدرة أجسادهم على الصمود".
في الأثناء، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ليل الجمعة، إنه سيُفرج عن 10 محتجزين آخرين من غزة "قريباً"، دون تقديم تفاصيل إضافية، مشيداً بجهود مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف.
وخلال عشاء مع أعضاء في مجلس النواب في البيت الأبيض، قال ترامب بحسب ما نقلت وكالة رويترز: "استعدنا معظم الرهائن. سنستعيد عشرة رهائن آخرين قريباً جداً، ونأمل أن ننتهي من ذلك بسرعة".
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، أمس الجمعة، عن مصادر مطلعة قولها إن تل أبيب تدرس إرسال وفد ثانٍ من كبار مسؤوليها إلى الدوحة، مشيرة إلى أن إسرائيل تسعى لـ"إغلاق الصفقة" والتوصل إلى اتفاق،
فيما اعتبرت أن "الأسبوع الحالي سيكون مفصلياً في الدوحة بشأن قبول كل من إسرائيل وحماس للمقترح الأخير المطروح".
كذلك نقل موقع القناة 12 عن مسؤول إسرائيلي مطلع قوله إن الوسطاء قدموا مقترحاً جديداً للطرفين، يأخذ بالاعتبار الموقف الإسرائيلي المحدّث. وفي هذه المرحلة، تنتظر إسرائيل رد حركة حماس على المقترح المقدم.
من جانبه، قال المتحدث باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، في كلمة مصورة، أمس الجمعة، إن حركة حماس "عرضت مراراً خلال الأشهر الأخيرة عقد صفقة شاملة نسلم فيها كل أسرى العدو دفعة واحدة".
وأكد أن اسرائيل "رفضت ما عرضناه"، مضيفاً: "إذا تعنّت العدو بجولة المفاوضات، فلن نضمن العودة مجدداً لصيغة الصفقات الجزئية، ولا لمقترح الأسرى العشرة".
في موازاة ذلك، كشفت القناة 12 العبرية، أمس الجمعة، أن رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" ديفيد برنيع، طلب خلال زيارة أجراها لواشنطن هذا الأسبوع، دعماً أميركياً لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
ونقلت القناة عن مصدرين مطّلعين على التفاصيل لم تسمّهما، أن برنيع زار واشنطن لمناقشة خطط إسرائيل بشأن "ترانسفير" الفلسطينيين من القطاع، وطلب مساعدة أميركية لحثّ دول أخرى على استقبال مئات آلاف الفلسطينيين من غزة.