هل السلام سيعود لليمن كما كان ‎سعيداً ؟!!

الرأي الثالث 

جدد المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ تأكيده على دعم الأمم المتحدة لتحقيق السلام في اليمن.

وقال مكتب المبعوث في تغريدة على منصة إكس إن غروندبيرغ بحث في اتصال مع وزير الخارجية اليمني المعين حديثاً شائع الزنداني، الوضع في اليمن.

وأضاف أنه بحث مع وزير الخارجية الحاجة إلى العمل المشترك لتعزيز السلام والاستقرار في البلاد.

يأتي ذلك فيما قالت الخارجية الأمريكية إن مبعوثها إلى اليمن تيم ليندركينغ توجه إلى السعودية وسلطنة عمان لمناقشة الحاجة إلى الوقف الفوري لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر وخليج عدن.

وأوضحت أن العمليات الحوثية تقوض التقدم في عملية السلام باليمن، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن والدول الأخرى المحتاجة.

ودشّن المبعوث الأميركي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، جولة جديدة في المنطقة، بتصريحات خلت من نبرة التحدي السابقة، معترفاً، للمرة الأولى، بأن عمليات البحر الأحمر وخليج عدن هي أحد تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وآملاً قبول الحوثي بعروض أميركية سبق أن رُفضت لديها.

 وفي هذا الإطار، كشفت مصادر مطّلعة، أن واشنطن تحاول رفع سقف العروض المقدمة، بما يشمل الاعتراف بشرعية حركة «الحوثي»، والتراجع عن تصنيفها ضمن الكيانات الإرهابية، والدفع نحو توقيع اتفاق السلام. 

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، إن المبعوث سيعقد اجتماعات مع المسؤولين الإقليميين للتركيز على تأمين سلام دائم للشعب اليمني، مؤكدة الالتزام الراسخ بـ«دعم السلام وتخفيف الأزمات الإنسانية والاقتصادية التي يعاني منها الشعب اليمني». 

من جانبه، أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، اليوم الأربعاء، أن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تقوض التقدم في عملية السلام باليمن.

وأوضح أن التزام واشنطن بعملية السلام في اليمن لا يعني الصمت أمام هجمات الحوثيين، مشيراً إلى أن نجاح مفاوضات السلام بات مستحيلاً في الوقت الحالي بسبب الهجمات الحوثية.

وأعرب عن أمله في أن يؤدي الضغط العسكري الأميركي وتقويض قدرات الحوثيين في إقناعهم بالتخلي عن العنف والعودة لمسار السلام.

وأضاف «أؤمن بإيجاد حل دبلوماسي، ولذلك نركز على استشارة شركائنا في الإقليم، مثل السعودية، وعمان، ودول أخرى (...)، نريد أن يكون اليمن مصدر استقرار في المنطقة».

وأشار المبعوث الأميركي لليمن تيم ليندركينغ إن جماعة الحوثي تحاول نقل الضغوط الاقتصادية التي تتعرض لها في الداخل لاعتداءات وهجمات على الشحن الدولي في البحر الأحمر، واصفاً هذه الهجمات بـ«غير العقلانية والسافرة».

وفي رده على سؤال بشأن إصدار الحوثيين عملة نقدية جديدة فئة 100 ريال يمني أخيراً، أرجع المبعوث الأميركي ذلك إلى الضغط الاقتصادي الذي تتعرض له الجماعة، وهو ما تضعه على «الشحن الدولي» على حد تعبيره.

وأضاف «اعتداءاتهم تضر اليمن، وهناك انخفاض بنسبة 15 في المائة في البواخر التي تأتي إلى ميناء الحديدة، وهذا يؤثر على اقتصاد اليمن، ووصول المساعدات للشعب اليمني، نرى أن هذه الاعتداءات غير عقلانية، وسافرة، الضغط الذي يشعر به الحوثيون، وأزمة السيولة النقدية يدلان على أهمية العودة باليمن إلى حالة الاستقرار التي يستفيد منها كل اليمنيين، حيث يتم دفع الرواتب».

وكانت وزارة الخارجية الأميركية، قد أعلنت، أن مبعوثها الخاص إلى اليمن سيتوجه إلى السعودية وسلطنة عمان هذا الأسبوع للقاء الشركاء لمناقشة الحاجة إلى الوقف الفوري لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر وخليج عدن، التي تقوض التقدم في عملية السلام وإيصال المساعدات الإنسانية.

وأفاد بيان صادر عن الخارجية الأميركية، أن ليندركينغ سيجتمع مع المسؤولين الإقليميين لمناقشة الخطوات اللازمة لتهدئة الوضع الحالي وتجديد التركيز على تأمين سلام دائم للشعب اليمني.

كما جددت دعم واشنطن" العودة إلى جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة، بمجرد أن يوقف الحوثيون هجماتهم العشوائية" على السفن التجارية.

من جهتها، أوضحت مصادر مطلعه، أن عودة ليندركينغ هي «محاولة أخيرة من قبل واشنطن لوقف هجمات الحوثيين ضد السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية في البحر الأحمر»، مبيّنة أن «الملف الأساسي في الجولة هو تهدئة الأوضاع في البحر الأحمر قبل الحديث عن السلام». 

وتوقّعت المصادر وصول وفد عُماني - سعودي رفيع المستوى إلى صنعاء خلال الأيام المقبلة، لإجراء محادثات مع «الحوثيين» حول مسار السلام، مشيرة إلى أن الوفد سيحمل عرضاً أميركياً متجدّداً، هدفه إنهاء المعركة البحرية.

ويتزامن هذا الحراك الأميركي مع آخر سعودي مواز؛ إذ كشفت مصادر مقرّبة من التحالف عن سحب الرياض، الأحد، ملف اليمن من يد السفير محمد آل جابر، لأول مرة منذ تسع سنوات. 

ووفقاً لمساعد رئيس تحرير صحيفة «عكاظ»، عبد الله آل هتيله، في منشور على حسابه في منصة " إكس" "وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان يُدير الملف ‎اليمني بحكمة وحنكة السياسي ‎المُحترف من خلال قيادته لعملية صعبة سيصل بها إلى بر الأمان ‎مستثمراً علاقاته الوثيقة بالشرعية ومختلف القوى اليمنية، ومعرفته الدقيقة بمفاتيح هذا الملف رغم تعقيداته.

وأضاف آل هتيلة بالقول " ولأن ‎السعودية لم ولن تتخلى عن ‎اليمن في السراء والضراء بحكم الجوار والقربى والمصير المشترك والتطلعات والآمال الواحدة

وأكد الصحفي السعودي ان ‎السلام سيعود لليمن كما كان ‎سعيداً وأفضل وستدب فيه عملية بناء ونماء غير مسبوقة بل وتاريخيّة

ويترافق تسلّم الأمير خالد بن سلمان للملف، مع الكشف عن ترتيبات لعقد مؤتمر جديد للقوى اليمنية في الرياض، وأنباء عن إجراء تعديلات على «مجلس القيادة الرئاسي».

ميدانياً أفادت «هيئة عمليات التجارة البريطانية» بتسجيل حادث على بعد نحو 150 ميلاً عن ميناء الحديدة، من دون أن توضح طبيعته، فيما تحدثت تقارير إعلامية عن استهداف سفينة جديدة، علماً أن هذا التطور جاء بعد ساعات من شنّ الطيران الأميركي - البريطاني غارة على الحديدة، طالت مدينة الطائف الساحلية.

ودفع تصاعد الهجمات البحرية، واشنطن إلى تشكيل تحالفاً بحرياً دولياً، بهدف "حماية" الملاحة البحرية في هذه المنطقة الاستراتيجية التي يمرّ عبرها 12% من التجارة العالمية.

ومنذ 12 يناير، تشنّ القوات الأميركية والبريطانية ضربات على مواقع تابعة للحوثيين داخل اليمن في محاولة لردعهم.

وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات تستهدف صواريخ يقول إنها معدّة للإطلاق.

ودفعت الهجمات والتوتر في البحر الأحمر الكثير من شركات الشحن الكبرى إلى تحويل مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح في أقصى جنوب إفريقيا.

ويعاني اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم، جراء الصراع والحرب المستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً من جهة، ومسلحي جماعة الحوثي، من جهة أخرى.

* قسم التحرير والمتابعة