نعيش ردة مهولة لم نعشها من قبل

 صرنا نحتفي ونراه أجمل يوماً في عمرنا لمجرد أن ينقلوا معتقل من زنزانته الانفرادية إلى السجن..!
صرنا نحتفل إذا استطاع الواحد منا أن يزور معتقل في محابسهم ومعتقلاتهم الصدئه..!
إننا نعيش ردة مهولة لم نعشها من قبل.
صاروا يمنون علينا حتى على الهواء الذي نتنفسه..!
يمنون علينا مكرمه لأننا فقط باقون على قيد الحياة حتى وإن عشنا عناداً، رغم أنهم يمارسون علينا الموت كل يوم..!! 
كانوا يمنحون راتب كل ثلاثة أشهر وباتوا اليوم يمنحون نصف راتب في نصف العام، فيما الجبايات وأخواتها ضاعفوها أكثر من عشرة أضعاف.. 
ويريدونك أن تمتن لهم طوال العام وتجدد ولائك على هذا السخاء الذي ما زال يولد قسرا، ومازلنا نتسلحف في عام 2018 وينتون إعدامه إلى الأبد، أو إحلال مواليهم بدلاً عن من كدوا السنين الطوال..
يريدون نسبح بحمدهم ونشكرهم على هذا البقاء الذي دام على قيد الحياة.
يجوعون شعبنا ويستمرون بإفقاره كل يوم بهمة عالية، حتى صيروا الكوفية الخضراء الذي أطلقوا عليها "القدس" أغلى من روح إنسان تزهق بدم بارد من قبل مشرف متوحش غليظ القلب، متصحر العقل والوجدان والعاطفة.
ولأنهم لا يستحون يريدون أن نشكرهم ونشكر عهدهم كل يوم على تلك المكارم التي يغدقون علينا فتاتها.