المواجهة بين المجلس الانتقالي الجنوبي وجماعة الإخوان

تأريخ طويل من الصراع بين المجلس الانتقالي الجنوبي والإخوان المسلمين في اليمن منذ العام 2017

حيث يخوض المجلس الانتقالي الجنوبي صراعاً ومواجهة محمومه  ضد تحالف  غير معلن يضم الإخوان المسلمين وبعض القيادات الجنوبية في الشرعية والمنتمية لحزب الإصلاح ، إلى جانب قيادات ومكونات جنوبية صغيرة ممولة اقليمياً .

غير أن التحدي الأبرز للمجلس بحسب مراقبين يكمن في خطورة التشكيلات العسكرية الممولة خارجياً، والتي يمكن أن تكون تهديد حقيقي على وجود المجلس الانتقالي، خصوصاً مع سيطرة الإخوان تحت غطاء الشرعية على محافظات حضرموت وشبوة والمهرة.

ووفقاً لمراقبين ينظر المجلس الانتقالي إلى تحركات الشرعية في المحافظات الجنوبية بوصفها أنشطة لحزب الإصلاح الإخواني، الذي يناصبه العداء والذي يتهمه بالتسلل إلى جنوب اليمن، تحت عباءة الحكومة اليمنية ومؤسساتها، كما يتهم الانتقالي الحكومة الشرعية بأنها خاضعة لسيطرة حزب الإصلاح.. 

حزب الإصلاح الإخواني، هو نقطة الخلاف الرئيسية بين المجلس الانتقالي، والقوى الموالية للشرعية، وجميعهم أعضاء في التحالف العربي، ولطالما أصر المجلس الانتقالي على أن الإصلاح كان في صميم المشاكل داخل التحالف.

 ويعتقد أيضا أن الإدارة الجنوبية قد تم اختراقها والتحكم فيها من قبل الإصلاح، وهو ما يتعارض مع رغبة الجنوبيين منذ فترة طويلة في حكم أنفسهم.. 

أن جماعة الإخوان النافذة في الشرعية، مازالت تتّبع نفس السياسة القائمه على العمل من داخل مؤسسات الدولة، في مواجهاتها السياسية والعسكرية، وتصعيد شخصيات جنوبية لمواجهة المجلس الانتقالي، والعمل على استراتيجية طويلة النفس، لتضييق الخناق على المجلس وتأليب التحالف العربي عليه، إضافة إلى خلق بؤر توتر في مناطق سيطرته.

ومن ناحية ثانية فـإن حزب الإصلاح الاخواني، ظل يمارس  اللعبة ذاتها في عملية الإقصاء والمحاصصة والكيدية على كوادر وأعضاء المجلس الانتقالي، من التعيينات في المناصب السياسية والسلك الدبلوماسي، الذي أصبح ممثلاً للأخوان المسلمين، حيث تمكن الإخوان من استبعاد كل الكوادر الأصيلة والمقتدرة، وصاحبة الخبرة الدبلوماسية، وتعيين كوادر إخوانية وبعض الشخصيات التي  تتوافق وتتعاطف معهم سواء في المناصب السياسية أو الدبلوماسية، وهذا يؤكد طبيعة الممارسة التى يقوم بها الإخوان في تقديم المصالح الحزبية للجماعة من خلال  ممارسة نفوذهم وقوتهم داخل أطر الشرعية المختلفة، وتقديم مصالحهم الخاصة على حساب المصلحة الوطنية.. 

واليوم نري تصاعد كبير في الموجهة، بين المجلس الانتقالي الجنوبي والإخوان المسلمين، من خلال الحملة الكبيرة التي يقودها الإخوان، لما جاء في  تقرير لمراسلة الBBC نوال المقحفي، عن دور الإمارات في تمويل اغتيالات بدوافع سياسيّة في اليمن، الأمر الذي ساهم في تصاعد الصراع من جديد، والتي برزت أيضاً مع تطور الأحداث الدوليّة في البحر الأحمر.

 وقد علق القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، هاني بن بريك على الفيلم الوثائقي لقناة BBC بشأن تورط دولة الإمارات بتنفيذ عمليات اغتيال بحق سياسيين في المحافظات الجنوبية.

وقال بن بريك، أن ماورد في هذا الوثائقي اتهامات لا اساس لها من الصحة.. 

متهمًا حزب الإصلاح وجماعة الإخوان المسلمين، بالوقوف خلف البرنامج، حسب تعبيره.وكتب بن بريك على منصة إكس، قائلًا: "تقرير الإخونج الإرهابي على قناة BBC البريطانية المملوء بالتلفيق والكذب المفضوح إساءة كبيرة جداً لبريطانيا ولشعبها".

في هذا الوقت يبحث اليمنيين عن دولة غابت عنهم، وربما يقول البعض ان اليمنيين اليوم بحاجة إلى بناء دولة جديدة، يتفق عليها جميع اليمنيين، تظهر بقوة في هذه الأيام..

 ولكن المشكلة أن هذه الدولة الجديدة لم تر النور، لأسباب متعددة، لان الصراع الإقليمي والدولي، يتم التخطيط لة بأن تكون اليمن هي الساحة الخصبة لصراعات قادمة..

 في نفس الوقت الذي يجب علي كل الأطراف اليمنية في التفكير بشكل مختلف عن السابق، لان العواقب ستكون وخيمة علي جميع الأطراف، في ظل مستجدات الأوضاع وأختلاف وسائل الدعم والحماس في أستمرار هذه الحروب والصراعات... 

*سفير بوزارة الخارجية