هل يكون أمن البحر الأحمر حافزاً لحرب جديدة في المنطقة ؟

ستظل اليمن المكان الذي تركز عليه القوي الاقليمية والدولية، بسبب معضلة الأمن في البحر الأحمر وخليج عدن، ولا يمكن ولا تستطيع أي قوة إقليمية أو دوليه من الحفاظ على الـمن البحري، الذي تزايدت أهميته الأمنية والاقتصادية والاستراتيجية، من دون التحالف مع قوة يمنية فاعلة على الأرض .. 

ان  عوامل التأثير الكبيرة، على أمن الدول الإقليمية والأمن العالمي ، والتى أصبحت في مواجهة جديدة وتهديدات حقيقية، في ظل صراع وتسابق القوي الكبري ،من أجل تواجد أكبر على البحر الأحمر وخليج عدن، ويشكل البحر الأحمر أهمية اقتصادية للتجارة العالمية، حيث  أثار تحرك  قوات صنعاء في البحر الأحمر، وضرب عدد من السفن، واحتجاز سفينة، ربطتها تقارير إخبارية، برجل أعمال إسرائيلي ، مخاوف من حدوث اضطراب واسع النطاق في أحد أكثر طرق الشحن ازدحاماً في العالم،  مما يؤكد أن الأمن البحري في البحر الأحمر يمر بمنعطف حرج ، حيث تخلق الصراعات المستمرة والتنافس بيئة متقلبة تؤثر على كثير من دول المنطقة والعالم.. 

يحاول أنصارالله، تحت عنوان مناصرة القضية الفلسطينية، وتهديد اسرائيل من أجل وقف حربها على غزة، تعزيز ما يعتبرونه قوة الردع الخاصة بهم، في المجال البحري بعد أن استخدموا خلال السنوات الماضية الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، كسلاح في وجه خصومهم من أجل وقف الهجوم عليهم، وبسبب الحرب الإسرائيلية في غزة ، التي أحدثت تحوّلًا في التوازن الأمني،  تطرح اليوم تحدّيات جديدة أمام الدول المطله على البحر الاحمر، خصوصاً بعد ان شنت قوات صنعاء العديد من الهجمات ضد إسرائيل، مستخدمة الصورايخ والطائرات المسيرة ، وبدرجة أقل  ضد بعض الاهداف الأمريكية في المنطقة.. 

ان مسألة الملاحة الدولية في وقتنا الحالي، مرشّحة لصراع أكبر لان التحوّلات في ميزان القوى الإقليمية والدولية وجهت الأنظار من جديد لمنطقة البحر الأحمر، لما تشكّله من أهمية وتأثير بالغين من نواحي استراتيجية، فهي تتميز بموقع جغرافي مهم، فضلاً عن أهميته الاقتصادية ودوره في التجارة الدولية بين أوروبا وآسيا، حيث تقدر السفن التجارية العابرة للبحر الأحمر سنوياً بأكثر من خمسه وعشرين ألف سفينة، كما يعتبر الطريق الرئيسي الذي يمر من خلاله نفط الخليج العربي وإيران، إلى الأسواق العالمية، وبصورة أعمق إن أكثر ما يزيد البحر الأحمر أهمية هو اتصاله من ناحية الجنوب بمضيق باب المندب وخليج عدن، المؤدي لبحر العرب والمحيط الهندي، واتصاله من ناحية الشمال بقناة السويس المؤدية للبحر الأبيض المتوسط، وهي الممرات الأساسية والرئيسية لحركة الملاحة الدولية. 

تبرز الأهمية العسكرية والأمنية بشكل واضح في أمن البحر الأحمر، بالنظر إلى التطورات الإقليمية والدولية، مما يدفع ببعض الدول الكبرى إلى التنافس المحموم على المنطقة، من ناحية إيجاد موطئ قدم لها، أو مواقع نفوذ لا سيّما في الدول المشاطئة للبحر الأحمر، لضمان سيطرتها وتأثيرها على مسار المشهد الدولي..

اجمالاً يبدو أن إشارات نقل الصراع للبحر الأحمر وارداً في ظل النشاط المحموم مؤخراً ، واستعراض القدرات العسكرية الإقليمية والدولية ، من خلال بعض العمليات العسكرية المستمرة، وبالنسبة لليمن فقد ظهر أنصار الله على مشهد الامن في البحر الأحمر بشكل غير متوقع،  لذا من المهم للقوى الإقليمية المتواجدة في البحر الاحمر موازنة مواقعها وعلاقاتها  للتعامل مع الوقائع الجديدة، خصوصاً وان أنصار الله أصبحو متواجدين على مواقع ساحلية مهمة، وبالقرب من مضيق باب المندب لما يمكن أن يشكّله ذلك من تعقيدات جديدة في المعادلة السياسة، والأمنية في البحر الأحمر.. 

في ظل هذه التطورات والترتيبات، التي تقوم بها الدول الإقليمية والولايات المتحدة، بعد العمليات العسكرية التى قامت بها قوات صنعاء، هل يكون أمن البحر الأحمر  حافزاً لحرب جديدة في المنطقة ؟؟

*سفير بوزارة الخارجية