مفارقة كبرى ..!

57 دولة عربية وإسلامية اجتمعت واقرت فتح المعبر ودخول المساعدات وهذا ابسط ما يمكن عمله، لكن إلى الأن لم يفتح معبر رفح ولم تدخل المساعدات؟
منتظرين المجتمع الدولي الذي ليس له وجود في القضية الفلسطينية، أمام آلة القتل والدمار الأمريكية والصهيونية النازية التي لا ترى بقية البشر دونها إلا حيوانات؟
57 دولة تمثل ملياراً ونصف من البشر ، أنتم العرب والمسلمين في حد ذاتكم مجتمع دولي، و كان بايديكم ان تفرضوا ما تريدونه فرضاً وليس مناشدة لمن لا يسمعكم أو بالأصح لمن ليس موجوداً !
آلا تعلمون أن انعتاق اليهود الذين أدانتهم الكنيسة منذ قرون (كشعب قاتل للآلة) تعود أيضاً الى عصر التنوير، من خلال فكرة خلق حقوق الإنسان وتجذير التسامح فيما يتعلق بحرية الاعتقاد والنضال ضد الظلامية. 
ولم يخطئ هتلر في هذا الأمر، فكان يرى خطورة العرق السامي الذي تنتهجه الصهيونية.
فما هو الفرق بين ما انتهجه ومارسه هتلر
وبين ما تنتهجه  وتمارسه الصهيونية اليوم بحق الفلسطينيين؟
الفرق الوحيد ان المجتمع الدولي في ذلك الوقت قام بمواجهة النازية الهتلرية والقضاء عليها 
 بينما نرى اليوم المجتمع الدولي مؤيداً للنازية الصهيونية ويقف إلى جانبها !
فمن يحد من النازية الصهيونية عدوة الإنسانية والقيم والدين و التي لا يمكنها ان تتعايش مع اي مجتمع، يخالف نهجها وتوجهاتها ومعتقداتها، و التي ترى ان أرض الغير لها وأن كل بني البشر مسخرون لخدمتها ومن يخالفها يحل لها ماله ودمه وأرضه وتجب تصفيته دون رحمة.
لن يستقر العالم وتتعايش البشرية طالما النازية وافكارها مدعومة من المجتمع الدولي الذي كنا نأمل منه تحقيق العدالة والمساواة والتعايش في ظل التقدم والتكنولوجيا الذي أنفتح على العالم من جانب وأنغلق عليه من جوانب أخرى؟

*دبلوماسي وسياسي يمني