العلمانية في نظر المفكرين ورجال الدين

عندما وجِدت الأنظمة العلمانية وأظهرت نجاحها في المجتمعات الغربية، وضعها المفكرون العرب والمسلمين تحت المجهر وبحثوا عن أسباب نجاحها، وبحثوا عن إمكانية تطبيقها في مجتمعاتهم من أجل النهوض بتلك المجتمعات، ومحاولة إنتشالها من الوضع المأساوي التي تعيش فيه، لتستطيع مواكبة الحضارة المتسارعة من حولها..

بينما رجال الدين مباشرةً أول ماعرفوا أن العلمانية ستقضي على سلطتهم، وتفضح سوءتهم سارعوا بتكفير وزندقة كل من ينادي بها..!!

العلمانية في نظر المفكرين آليه للحكم وليست غايه أو دين، فلا خوف في تطبيقها من أجل تحقيق المواطنة المتساوية التي تدعو إليها كل الأديان السماوية بما فيها الإسلام،

ولا تتعارض نهائياً مع الأديان وتعاليمها، وطقوسها، بدليل أن الدول العلمانية تنتشر فيها الأديان ويمارسون شعائرهم وطقوسهم بكل حريه، بشتى مذاهبهم ومعتقداتهم..

بينما في نظر رجال الدين المتأسلمين العلمانية تعني محاربة الإسلام ودعوة الناس إلى ترك دينهم ومعتقداتهم !! وبناءً على هذا الإفتراء يحذرون من تطبيقها في مجتمعاتهم، من أجل أن تظل تلك المجتمعات تحت سيطرتهم!!

المفكرون ينظرون إلى الدول العلمانية من حيث تطورها الإقتصادي والسياسي والديمقراطي، ومدى اهتمامها بالإنسان صحياً وعلمياً وخدمياً

ومحاولة نقل ذلك التطور إلى مجتمعاتهم من أجل الإستفاده مما وصل إليه الآخرون من العلوم والتقنية والتكنلوجيا في شتى مجالات الحياة، لتأمين مستقبل أفضل للأجيال القادمة..

بينما رجال الدين ينظرون إلى الدول العلمانية من حيث تحرر المرأه وكشف وجهها وعورتها واختلاطها مع الرجال، وانتشار الخمور وبيوت الدعاره..!! ليدغدغوا بهذا الإدعاء مشاعر الناس دينياً، من أجل الحفاظ على بيضة الإسلام!!

ويصورون للناس أنه لو طبقنا العلمانية في مجتمعاتنا فإن المجتمع سينهار أخلاقياً..!!

المفكرون ينظرون للعلمانية من أجل التأسيس لدولة المواطنة المتساوية، بغض النظر عن معتقدات المواطنين. ومحاولة إيجاد أرضية مشتركه لأبناء الوطن الواحد، للعمل معاً نحو بناء دوله مدنيه عادله. لمستقبل أفضل..

بينما رجال الدين ينظرون للعلمانية بأنها طالما تعني فصل الدين عن الدوله فهذا يعني فصل الدين عن حياة الناس!! وبناءً على هذا الفهم الخاطىء يدعون إلى محاربتها بشتى الوسائل والطرق!!

المفكرون ينظرون في العلمانية أنها الحل الأمثل لإيقاف النزاع حول السلطة وذلك بفصل الدين عن الدولة..

بينما رجال الدين ينظرون للعلمانية زندقه، وأن الحل الأمثل لإيقاف النزاع حول السلطة لا يكون إلا بالسيف !!