متي يتم تصحيح المسار الدبلوماسي؟


أعتمد التمثيل الدبلوماسى اليمني منذ بدايته على كوادر من مختلف المحافظات اليمنية تأكيدًا للهوية الوطنية اليمنية المشتركة لهذه المؤسسة العريقة  الذى تعبر عن اليمن ومصالحها وحضورها التأريخي.  

لقد تعرفت شخصيًا أثناء عملي بالسلك الدبلوماسى على مجموعة من الدبلوماسيين والسفراء والذي كان لهم حضور دبلوماسي مشهود.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، عملت في نيويورك مع السفير عبدالله الاشطل، رحمة الله علية، سفير اليمن ومندوبها الدائم لدي الامم المتحدة، والذي كان سفيراً متميزاً في مجال عملة الدبلوماسي وعدد اللغات التي كان يتحدث بها تعلمت منه الكثير ، وعلى الجانب الآخر كان هناك السفير جازم عبدالخالق الاغبري الذى كان سفيرًا سابقًا فى بروكسل واديس ابابا وهو دبلوماسي قدير و خبير رفيع الشأن فى أمور البروتوكول وشئون المراسم وتشرب بالقواعد الرصينة للبروتوكول وكان أول عمل لي معه بعد التحاقي بالسلك الدبلوماسي في دائرة المراسم التى كان يترأسها 

عرفت الخارجية اليمنية أسماء لامعة فى سمائها من الأجيال المختلفة، ومن الصعب سرد جميع الأسماء والحديث عنها من خلال هذه السطور القليلة.

في نفس الوقت الذي كان هناك مجموعة من الانتهازيين والمنافقين فضلًا عن الذين هبطوا (بالبراشوت ) على بعض السفارات بالخارج ولعلنا نتذكر منهم الكثير ممن حصلوا على مناصب دبلوماسية عليا دون المعايير القانونية اعتماداً على التوصيات والمحسوبيات وصلات القرابة. 
  
بعد مضى قرابة ثمان سنوات من الحرب في اليمن نستعرض مألات الدبلوماسية اليمنية والذي كان يستوجب منها  أياً كان موقعها أو عملها  بالخارج أن تكون على مقربة من مايحدث في اليمن وإعلام العالم بما يدور في اليمن من أوضاع مأساوية متردية  أثرت بشكل كبير على كل مناحي الحياة داخل اليمن، لكن المؤسف ان ماتم التركيز علية هو التعيينات الكثيرة وتكدس الموظفين في البعثات الدبلوماسية والتي لم تقدم أي شيء في خدمة القضايا الوطنية.

وما تزال كثير من الدول لاتتعامل مع بلادنا كما كانت في السابق بسبب فشل الدبلوماسية كونها مشتتة كحال الدولة في الوقت الراهن، علاوة على أن الدبلوماسية اصبحت تمثل مصالح افراد بعينهم تم تعيينهم سفراء وموظفين دبلوماسيين كونهم أقارب بعض قيادات وزارة الخارجية، أو من الأصحاب المقربين لهم، في نفس الوقت الذي تم فية تغييب الكفاءات الدبلوماسية مما ساهم في إضعاف الدبلوماسية اليمنية. 

كشفت الحرب هشاشة القيم الوطنية السياسية والحزبية لمسئولي الدولة وعرت ضمائرهم الفاسدة وأظهرت جشعهم في الحصول على المال والمنصب على حساب الوطن وأظهرت أن لديهم أهداف غير متناسقة مع أهداف البلد ومصالحها وكان ذلك واضحاً وجلياً من خلال حصول المسؤولين واقاربهم على معظم المناصب الدبلوماسية من اجل المكاسب المالية وترتيب الأوضاع الأسرية. 

ومن تجربتي الشخصية في وزارة الخارجية لاحظت خلال الفترة الاخيرة كيف أستطاع الفاسدين تحويل وزارة الخارجية إلي ألة فساد متكاملة دون وازع من ضمير أودين وأخلاق فقد أضاعو حقوق الغالبية من كوادر وزارة الخارجية بمخالفات صريحة للقانون وأهدار موارد الوزارة  في أعمال لاتمت للوزارة بأي صلة وتمكن هؤلاء من هدم كل مايتعلق بتطبيق القانون وأصبح القانون هو من يمتلك حق التصرف في كل أعمال الوزارة وتعيين الموظفين وتعطيل لجنة السلك الدبلوماسي، وللاسف ساهم في كل هذا الفساد كوادر انتهازية من كوادر وزارة الخارجية من اجل منافع خاصة بهم مثل استمرار البقاء في السفارات والحصول على تمديد مستمر غير مكترثين بأوضاع زملائهم التى طحنتهم الحرب وقيادة الوزارة بحرمانهم من الحصول  على حقوقهم في الخارجية .

السؤال الذي يطرح نفسة متى يتم  تصحيح المسار داخل السلك الدبلوماسي وتسليط الضوء على أوضاع وزارة الخارجية  وحقوق كادر السلك الدبلوماسي والقنصلي بعيداً عن التمييز المناطقي أو السياسي أو ترتيب أوضاع أشخاص معينين ممن لديهم علاقات شخصية ببعض القيادات أوبحجة الاصلاح بكوادر مجربة أو تمثيل بعض المكونات السياسية.

 نتمني أن نشهد خلال الفترة القادمة بعض الاجراءات من قبل مجلس القيادة لدراسة أوضاع وزارة الخارجية وكوادرها وحقوقهم  بصورة عادلة بعيداً عن آي تحيز أو محاباة أو صداقات شخصية يكفي اليمن واليمنيين أضرار الحرب والعمل في الظلام ونهب  حقوق الأخرين بطرق ملتوية وأنانية.

*سفير بوزارة الخارجية