بعد 150 يوم من الحرب ….غزة فدية لطهران

تجنبنا الحديث والتحليل عن الحرب في غزة منذ السابع من اكتوبر 2023م املاً منا أن تصدق حماس ولو لمرة واحدة وأن تكون فلسطين وقضيتها فعلا ضمن الأجندات الأولى، ظننا وإن بعض الظن إثم.

وكنا منذ اليوم الأول في صراع بين العاطفة والتحليل الصادق المبني على الوقائع، وكنا نصم اذاننا و نتجاهل كل التصريحات التي ادلت بها طهران وقياداتها حول اعتبار طوفات الأقصى ضمن التصفيات الإيرانية أو الخطط الإيرانية في المنطقة.

اليوم بعد 150 يوم لابد لنا أن نقول بصوت عالي أن حماس قدمت غزة فدية كصفقة إقليمية استلمت شيكاتها من طهران التي خططت وقررت الإنتقام من حالة السلام المرتقبة في المنطقة والتي كانت تتحدث عن اقتراب التطبيع السعودي الإسرائيليفأي سلام عربي - اسرائيلي يعني أن طهران خارج المنطقة ولم يعد هناك من ذريعة لها وهو ما يعني موت مشروعها الطائفي الغازي للمنطقة في ذرائع فلسطين.

وعلى الرغم أن حماس كانت مطية واداة ايرانية في هذه الحرب فإنه من المؤسف ان طهران التي تمتلك فيلقاً للقدس لم تحرك جندياً واحداً وتسترت في المواجهة خلف ادواتها الطائفية في المنطقة.

ما يزيد عن خمسة اشهر نسفت فيها غزة وأنتقم الاسرائيلي شر إنتقام وسيطر على ثلثي غزة وعلى وشك السيطرة على رفح و ما يزيد عن 30 الف قتيل و 80 الف جريح، ثم يأتي قادة حماس الذين تحدثو في اليوم الأول لطوفات الأقصى عن تحرير فلسطين ليطالبو اليوم بالعودة الى ما قبل 7 اكتوبر

فهل كان على حماس أن تدمر غزة ارضاء لمخططات طهران؟

وهل كان على حماس أن تقدم ما يزيد عن 100 الف بين قتيل وجريح لتنفيذ خطط طهران بإيقاف إتفاقيات السلام؟

وفي ظل الأسئلة التي تنخر في ذاكرتنا يتبادر سؤال عن حجم الدعم والإعمار الذي ستقدمه طهران لغزة بعد إيقاف الحرب..